(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74116 مشاهدة
راتب المدرس الذي يخل بعمله


س 50: وسئل -حفظه الله- ما رأيكم في راتب المدرس الذي يخل بعمله ، ولا يؤديه على الوجه المطلوب، كتأخره عن الحصص وعن الحضور ونحو ذلك؟
فأجاب: نرى أن في حل الراتب شك وأنه من المشتبهات، فالورع أن يتصدق منه بما شك فيه، أو بمقدار الزمن الذي أضاعه والحصص التي أخل بها، ولا شك أن المدرس عمله محدد يبدأ بالدقيقة، ومتى تأخر فإن الطلاب يفتقدونه ويرفعون الأمر إلى مدير المدرسة، ويكون مغيبه معلومًا مشهورًا، ويختل العمل، ويضيع على الطلاب وقت لم يتعلموا فيه ولم يستفيدوا.
وعلى هذا فعلى المدرس الاهتمام بالدروس، والاجتهاد في أداء عمله وعدم التساهل وعليه أيضًا الحرص على التحضير والمذاكرة والبحث، والتأهب لإلقاء الدرس والاستعداد له قبل دخوله، حتى يؤديه كما ينبغي ولا يخل بشيء من واجبه، وقد لوحظ تساهل كثير من المدرسين وعدم اهتمامهم بالمواد التي يلقونها، والاكتفاء بالمعلومات السابقة التي تلقوها في مراحل الدراسة، رغم ما يطرأ عليهم من النسيان وتغير المعلومات لبعد العهد.
فلا بد من التحضير والمراجعة، وتجديد المعلومات، ومطالعة ما تجدد من العلوم وما طرأ على المواد من التغيرات؛ ليقوم بالواجب وتبرأ ذمته، ويستحل ما يصرف له مقابل العمل الذي أداه على الوجه المطلوب، والله أعلم.