إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
67083 مشاهدة
تقييم الموجه للمدرس بزيارة واحدة


س2: وسئل -وفقه الله- بعض الموجهين -هداهم الله- يقيِّم المدرس لأول زيارة، وبعضهم إذا أخذ موقفًا من مدرس لاختلاف في وجهات النظر تحاملَ عليه، وانطبع ذلك في ذهنه، ومن ثَم ينعكس على تقييمه، ولم يعط ذلك الموجه للمدرس حقه في التقييم، فهل الموجه آثم باتخاذه هذا الإجراء لكون هذا من الظلم؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب: الموجه مؤتمن على تقييم المدرسين وعلى توجيههم فهو يجلس معهم، ويبحث مع أفرادهم في عمله، ويبين له الطريقة المثلى في الإلقاء والتعليم، ومتى لاحظ عليه خللا أو نقصًا ناقشه في ذلك، وقبِل عذره، واسترشد منه مما لديه من المعلومات التي يراها المدرس ناجحة في التعليم، ولا يجوز للموجه أن يتغاضى عن بعض المدرسين لأجل قرابة أو سابق معرفة، فيقرّه على الأخطاء أو الخلل في طريقة التدريس، ولا أن يعتبره ناجحًا لأول مرة، فقد يحضر الموجه فردًا من المدرسين مرة فيجده مستعدًّا فاهمًا، ثم يجده في العام الثاني ناقصًا مختل التدريس؛ لإهمال أو صعوبة منهج، فعليه أن يوجهه مرة أخري.
وهكذا ليس عليه أن يتحامل على من لا يعرفه ويشدد عليه في الانتقاد، ولا أن يأخذ فكرة سيئة عن أحد المدرسين إذا أخطأ لأول مرة، فقد يحضره في درس تساهل فيه وأخل ببعض متعلقاته، فبعده يهتم بكل درس ويستعد له، فالموجه يكتب له محاسنه وينبهه على سلبياته حتى تستقيم الأمور.