شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74023 مشاهدة
تكليف المدرس للطلاب بإحضار أشياء غالية الثمن


س 27: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين يكلفون الطلاب بإحضار مجسمات ولوحات خشبية وصحائف وأقلام وأقمشة وغير ذلك بتكاليف باهظة، مما يسبب الحرج لكثير من الأُسر الذين ظروفهم المادية لا تسمح بذلك، ويقال كذلك بالنسبة للمدرسات عندما يكلفن الطالبات بذلك، فهل من نصيحة حول هذا الأمر؟

فأجاب: لا شك أن الكثير من أولياء أمور الطلاب فقراء ضعفاء، يعوزهم الحصول على الغذاء والقوت الضروري لأولادهم وقضاء الحاجات المنزلية؛ فمن الواجب على المدرسين الرفق بهم والسعي معهم في تخفيف المؤنة وإيصال المساعدات المالية بأي وسيلة إليهم؛ فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا .
فمتى بدت حاجة المدرس إلى صحائف أو أقلام أو أقمشة للإعلانات أو أدوات للنشاط فعليه أن يتبرع بتكلفتها، أو يحث إخوانه المدرسين على المساهمة فيها، أو يطلب من أهل الخير والثروة وأهل الصدقات والتبرعات، فإن تعذر ذلك عرضها على الطلاب عمومًا للمساهمة في إحضارها حسب القدرة، فمن كان منهم ذا جدة وسعة أحضر منها ما تيسر، ومن قُدِرَ عليه رزقه فلا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها.
فننصح مدراء المدارس وأعضاء هيئة التدريس رجالًا ونساءً أن يرفقوا بالضعفاء، وأن يرحموهم ولا يكلفوهم ما يعجزهم، وأن يقوموا بما يحتاجونه في مصلحة النشاط والأعمال اليدوية والإعلانات والصحف الحائطية؛ وذلك لعلمهم بأن أولياء الطلاب قد يكونون من الفقراء المعوزين، فمتى جاء ولد أحدهم وقال: إن المدرس طلب مني إحضار قماش أو شراء صحيفة أو أدوات، ثم ألح على أهله وشدد عليهم في الطلب، وذكر أن المدرس لا يقبل منه عذرًا، وأنه سوف يتأخر أو ينفصل إن لم يأت بما طلب منه؛ فلا تسأل عما يقع فيه أهله من الحرج والضيق بحيث يتكففون الناس، أو يبيعون بعض أمتعتهم أو يقترضون ليحلوا هذه الأزمة، فكم يدعون على المدرس أو المدرسة، ويظهرون التظلم والإضرار؛ فعلى المدرس ملاحظة ذلك والنظر والتفكر فيما لو كان مثل أحدهم، فيحب للناس ما يحب لنفسه.