جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
95423 مشاهدة print word pdf
line-top
مجموعة من المدرسين وبعض الإداريين يصلون الظهر جماعة بعد صلاة الطلاب


س 54: وسئل -وفقه الله- نحن مجموعة من المدرسين مع بعض الإداريين نصلي صلاة الظهر بعد الطلاب لمصلحة راجحة ؛ وذلك لضبط الطلاب داخل الصلاة، فما رأيكم في ذلك؟
فأجاب: لا بأس بذلك، وإن كان الأولى الاجتماع جماعة واحدة، ولكن قد يجوز تعدد الجماعات لضيق المكان، أو لانشغال البعض بمراقبة أو حراسة، أو لتجزئة العمل الذي لا يجوز إهماله، أو لا يمكن تركه كالاتصالات، وهكذا يجوز إذا احتاج الطلاب إلى ترتيب وتعليم داخل الصلاة، فيتأخر بعض المربين والمراقبين ويرتبون صفوف الطلاب ويحفظونهم عن العبث واللعب، فقد عرف عن تلاميذ المرحلة الأولى وبعض المتوسطة كثرة الحركات في الصلاة، والتدافع والالتفات والضحك واللعب، ونحو ذلك مما يفسد الصلاة؛ فكان ولا بد من مراقبتهم، وتأديب من يخل بالواجب أو يتعاطى عبثًا ومخالفة في الصلاة، ثم بعد الانتهاء من الصلاة يقيم هؤلاء جماعة أخرى ويصلون فرضهم، وبذلك يتأدب الطلاب ويتعلمون احترام الصلاة وأهميتها وعظم خطرها، ولا يقع منهم إخلال بشيء من أركانها أو واجباتها، ومع تكرار مراقبتهم وتأديبهم وتعليمهم يظهر احترامهم للصلاة ويخشعون فيها ويخضعون؛ إما خوفًا وهيبة للمراقبين، وإما تأدبًا وإيمانًا واحتسابًا، والله أعلم.

line-bottom