الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
تشديد بعض المدرسين في وضع الأسئلة وفي التصحيح
س 56: وسئل -حفظه الله- ما رأيكم في تشديد المدرس في وضع الأسئلة رأس> بحيث لا ينجح الطالب إلا بجدارة، وكذلك التشديد في التصحيح كأن يصحح المدرس بنصف الدرجة وربعها وخمسها، ويجلس طويلا عند كل عبارة وكل كلمة، ولا يقبل الجواب بالمعنى بل لا بد أن تكون الإجابة كما في المقرر؟
سؤال>
فأجاب: لا يجوز التشديد الكثير ولا التساهل الزائد، بل الوسط بين ذلك؛ فالطلاب غالبًا يكونون كما يوجهون، فإن رأوا من المدرس حرصًا ونشاطًا وتوسعًا في الإيضاح فإنهم يجدُّون ويجتهدون، ويحرصون على الفهم والحفظ والمتابعة، وتظهر آثار توجيهات المدرس في نشاطهم وقوة التعبير عندهم وإيراد الأجوبة كاملة، فلا يهمهم تشديد المدرس في وضع الأسئلة أو في التصحيح أو دقته في وضع الدرجات، أما إن كان المدرس ضعيف الشخصية، قليل العناية بالمواد، متساهلا في التحضير والإعداد للدرس، لا يهمه تفهيم التلاميذ ولا إيضاح المعاني وإيصالها إلى أفهام التلاميذ؛ فإنهم لا يهتمون غالبًا للدروس، ولا يفكرون في أنفسهم، ويعتقدون عجزهم عن حل المعاني، وتتبلد أفهامهم ويستصعبون الحل، ويتعللون بأن المدرس لم يشرح لهم ما انبهم عليهم والتبس فهمه.
وبكل حال فعلى المدرس أن يراعي حال الطلاب، فإن كان قد تحقق فهمهم ووضوح المعاني لهم، وعرف ذلك من مناقشته لهم من أجوبتهم في أعمال السنة، فله أن يضع الأسئلة كاملة قوية ويدقق في التصحيح؛ لثقته أنهم قد عرفوا المادة وهضموها جيدًا، وأنهم سوف يجيبون جوابًا كافيًا، ولكن عليه ألا يشدد عليهم في التصحيح، بل يقبل الجواب سواء باللفظ أو بالمعنى الموافق للمراد، وإن لم يكن نص ما في المقرر، أما إن عرف أنهم لم يتضح لهم المعنى، وأنه قد قصر في تفهيمهم، ولم يتأكد من شرح المعاني كما ينبغي، وعرف ضعف مستواهم فليس له التشديد في وضع الأسئلة ولا في التصحيح، بل يسهل عليهم في ذلك مقابل تساهله معهم في الشرح والإيضاح، والله أعلم.
مسألة>