إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74105 مشاهدة
اقتصار المدرس على نقل المعلومات من كتاب المقرر دون النظر إلى العناية بتربية الطلاب على الخصال الحميدة وربطهم بالله


س 39: وسئل -وفقه الله- هل وظيفة المدرس محصورة بنقل المعلومات التي في كتاب المقرر دون النظر إلى الاهتمام بتربية الطالب وربطه بالله، وحثه على طريق الخير، وتحذيره من ضد ذلك؟
فأجاب: الأصل أن المدرس مطالب بإيضاح المتون المقررة على الطالب والتي التزم تدريسها لكن بعض المدرسين يخل في عمله؛ فتراه يقتصر على تلك النبذة التي بأيدي الطلاب، ويكرر قراءتها، ولا يضيف إليها شيئًا من الإيضاح والمتعلقات، فيبقى عنده وقت من الحصة يشغله بالصمت، أو بكلام أجنبي عن الموضوع، أو بسؤالات وأخبار تافهة لا أهمية لها.
وكان عليه أن يتوسع في شرح المواد المقررة، ويضيف إليها معلومات تتعلق بها، وفي الأحكام الشرعية والعبادات يذكر عليها من الأدلة ما يثبتها ويرسخ معناها في قرارة النفوس، وكذا يذكر الحكم والمصالح التي تترتب على تحقيقها، وما يحصل للعامل بها من الفوائد والمنافع، ويوضح أهداف الشريعة في الأوامر والنواهي، وما في المعاملات والأحوال الشخصية من الحكم التي تطمئن بها النفوس، وما في مخالفتها من الأضرار والشرور التي تلحق بالأمة، ثم يضرب الأمثال بما وقعت الأمم المخالفة للشرع فيه من الفوضى والهمجية والانحلال، والتخلف الحسي والمفاسد الأخلاقية، وزعزعة البلاد واختلال الأمن وعدم الاستقرار.
وهكذا على المدرس الاهتمام بالتربية الحسنة، وتنشئة الطلاب من الأول على محبة الله -تعالى- وعبادته، ومعرفة نعمه وآلائه، ووجوب شكره والاعتراف بفضله، والتذكير بالنعم المتعددة؛ وذلك لأن التلميذ من صغره يتلقى هذه المعلومات عن مشايخ وأساتذة يثق بهم، ويراهم قدوة وأسوة في أعمالهم وتفكيرهم وآرائهم، فمتى تلقى عنهم علمًا نافعًا، ووعظًا وإرشادًا، وترغيبًا وترهيبًا، وآدابًا حسنة وأخلاقا تربوية؛ فإنه -لا شك- يتأثر بها مدى الحياة، ويكون نسخة كاملة لمدرسيه ومعلميه، فأما إن أهمله المدرسون ولم يلق منهم توجيهًا ولا تربيةً حسنة، ولا تعريفًا بالدين الإسلامي وأهدافه، فإنه ينشأ جاهلا بربه وبعبادة الله -تعالى- إلا أن يوفقه الله- لأبوين صالحين وأخوة وجلساء مخلصين، والله يتولى الصالحين.