القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
102830 مشاهدة print word pdf
line-top
نشاط المدرس واجتهاده إذا علم بوصول الموجّه، وفتوره قبل مجيئه وبعد خروجه


س 36: وسئل -وفقه الله- عندما يعلم المدرس بوصول الموجّه إلى المدرسة فإنه يجد ويجتهد، ويبذل قصارى جهده؛ استعدادًا لدخول الموجّه عليه في الفصل، فيحضر الوسيلة ويأتي بألوان من الأقلام للكتابة بها على السبورة، ويرفع صوته في الفصل ويتحرك فيه، ويكتب عناصر الدرس، ويسيطر على طلاب الفصل سيطرة تامة، وأما قبل مجيء الموجه وبعد خروجه من المدرسة فإن الوضع يتغير تمامًا، فيعود تقصيره وتساهله، فهل هذا من أخلاق المدرس المسلم؟ وهل يعتبر هذا من التقصير المحاسَب عليه أمام الله؛ لكونه لم يؤد الأمانة على الوجه المطلوب لخوفه من الموجه؟
فأجاب: على المدرس أن يخلص في عمله، وأن يقصد بأدائه وجه الله -تعالى- وخوفًا من الحساب الأخروي، وأن يعتقد أن هذا التدريس أمانة بينه وبين الله -تعالى- فيستشعر الخوف من الله أن يعاقبه على ما علم منه من التقصير والإخلال بالعمل الواجب عليه، ويعتقد أن هذا التدريس أمانة قد ائتمنه عليها ربه، وقد وكل هؤلاء الطلاب إليه أمرهم، وقد أسلمهم إليه أولياؤهم، وكذا أخذ هذه الأمانة من المدرسة، فالإدارة قد فوضوا إليه هذه الدروس، ووثقوا بأنه سيقوم بالواجب، وأعطوه على ذلك أجرًا محددًا، فعليه الحرص على أداء هذه الأمانة، وعليه أن يشعر بالمسئولية عاجلا وآجلا، فمتى علم بذلك كان عليه أن يخلص في عمله لوجه الله -تعالى- واستحلالا لما أخذه من الراتب، ونصحًا للمسلمين، ومحبة لحصول الخير لكل مسلم، فإن المسلم يحب للمسلمين ما يحب لنفسه وولده.
فكما ينصح لأولاده ويتمنى لهم العلم النافع والمعرفة والفهم والتفوق، فكذلك يفعل مع أولاد إخوانه من المسلمين، وحيث إنه موكول إليه هذا التدريس فالواجب عليه أن يخلص في العمل، ولا يحمله على الإخلاص محبة الشهرة، أو مدح الموجه له، أو نجاحه عند الإدارة، أو الخوف من أن ينتقد عليه الموجه تقصيرًا أو خللًا، بل عليه أن يكون في عمله كله مجدًّا نشيطًا مخلصًا في كل الحالات وفي جميع الأوقات، فأما الذي يجتهد ويجد في درس واحد وهو الذي يحضره المفتش والموجه فإن هذا يخاف عليه أن يكون من الخائنين، أو من المرائين بأعمالهم، والله عليم بذات الصدور.

line-bottom