إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
95489 مشاهدة print word pdf
line-top
قيام الطلاب للمدرس عند دخوله الفصل


س 60: وسئل -وفقه الله- يطلب بعض المدرسين من الطلاب -وخاصة الصغار- القيام له عند دخوله الفصل، أو أن الطلاب يقومون له احترامًا وتقديرًا بإقرار من المدرس على هذا العمل منهم، فما حكم ذلك؟
فأجاب: لا يجوز ذلك؛ فقد ورد فيه وعيد شديد، كقوله -صلى الله عليه وسلم- من أحب أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار رواه أهل السنن بسند صحيح. وقال -صلى الله عليه وسلم- لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضًا وأقعدهم خلفه في الصلاة لما صلى جالسًا، وقال: إن كدتم تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود وكان الصحابة إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك رواه الترمذي وصححه .
وهذا عام فيدخل فيه قيام التلاميذ للمدرس إذا أقبل أو دخل الفصل فعليه أن يمنعهم ولا يعودهم على ذلك، لما فيه من إدخال الإعجاب في نفسه وحمله على الاغترار والتكبر على العباد، هذا من حيث العموم، ويستثنى من ذلك قيام الجالسين للمصافحة أو المعانقة لمن قدم عليهم من أصحابهم فلا حرج في ذلك، وحتى لا ينحني الداخل ويقنع برأسه للتقبيل أو المصافحة.
فأما البيت الذي قال صاحبه:
قم للمعلم وفِّهِ التبجيلا
كـاد المعلم أن يكون رسولا

فلا صحة للمعنى الذي قاله هذا الناظم، بل المنع عام في النهي عن القيام للمعلم وغيره، وقد بالغ في تشبيهه بالرسول مع أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يمنعهم من القيام له ومن التبجيل الذي يؤدي إلى التكبر والإعجاب.

line-bottom