(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74019 مشاهدة
حكم تعليق الملصقات على الحائط والتي تتضمن صورًا لذوات الأرواح


س 14: وسئل -رعاه الله- نلاحظ كثيرًا من المدارس سواء كانت حكومية أو أهلية تضع ملصقات على شكل صور لذوات الأرواح أو براويز معلقة على الحائط، تحمل صورًا لذوات الأرواح أو رسمًا باليد أو لأشكال مجسمة من ذوات الأرواح، وتعرض كنشاط لتلك المدرسة، فما حكم هذا العمل؟ وما نصيحتكم لإدارات المدارس حول هذا الموضوع؟
فأجاب: ورد الوعيد الشديد على عمل التصوير وعلى اقتناء الصور ، فحمله بعضهم على من يضاهي خلق الله -تعالى- ففي الحديث القدسي قال الله -تعالى- ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي وفي حديث آخر قال النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ومعناه أن المصور كأنه يرفع نفسه ويقلد خلق الله فيخلق مثله، وقيل: إن الوعيد خاص بمن صورها لتعبد مع الله، كالذين صوروا تماثيل الصالحين من قوم نوح فكان ذلك سببا لعبادتها.
لكن ورد وعيد شديد لمن صنع الصور ذوات الأرواح وأنه يقال لهم يوم القيامة: أحيوا ما خلقتم وأن من صور صورة كُلِّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخٍ ؛ فعلى هذا ننصح أهل المدارس حكومية أو أهلية ألا يشغلوا طلابهم بهذا التصوير أو الرسم الذي يمثل حيوانًا له روح مما يمثل خلق الله -تعالى- ولو ذبابًا أو بعوضة.
ومتى أرادوا إظهار نشاطهم وأعمالهم فلهم أن يرسموا الشجر والجبال والمباني والصناعات الحديثة، وأدوات القتال من الأسلحة ونحوها، فالاشتغال برسمها ثم إلصاقها على الحيطان يمثل نشاطًا ومعرفة قوية قد تفوق التصاوير لذوات الأرواح؛ فإن هذه الصناعات والاختراعات قد يحتاج إلى عملها وإصلاحها، وقد وضع لها ورش ومصانع لإصلاح ما فسد منها وإبدال ما خرب من أجزائها، فالتدريب على رسمها كاملة أو مقطعة يفيد الطالب عند الحاجة؛ ليصلح ما وهى منها، ويعرف الخراب ويتصور موضعه، فأما تصوير الحيوانات فلا يستفاد منه سوى معرفة المهارة والقدرة على الرسم اليدوي، فإن احتيج إلى معرفة أجزاء الحيوان جاز رسمها مقطعة كالقلب والرئتين والكف والقدم والأضلاع ونحو ذلك، فيباح للتعلم كالعلاج ومداواة الأمراض ونحوها، ويكون ذلك بقدر الحاجة.