إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
89646 مشاهدة print word pdf
line-top
تساهل المدرس بترك أظفاره طويلة وكذا حلق بعض الرأس وإبقاء بعضه وهو ما يسمى بالقزع


س 69: وسئل -وفقه الله- يلاحظ أن بعض المدرسين أظفارهم طويلة وشعر رءوسهم بعضه أطول من بعض، وهذا ما يسمى بالقزع التواليت، فهل من توجيه حول هذا الموضوع، ولا سيما أنهم قدوة للطلاب؟
فأجاب: ننصحهـم بأن يتغيروا عن هذا السلوك، حتى لا يكونوا قدوة سوء، فإن تقليم الأظفار من خصال الفطرة ؛ لأن الوسخ يجتمع في داخل الظفر فيستقذر ما لامسه، ويمنع وصول ماء الوضوء إلى ما تحته، فتبطل الطهارة، وقد تعلق به النجاسة إذا استنجى بالماء، فيكون حاملا للنجاسة، وقد يحك بها بعض جسده فيعلق بها وسخ العرق ورائحته؛ فلذلك جاء الشرع بالتقليم والقص، وهو أخذ ما زاد فوق الإصبع، ويترك منه ما يحتاجه لحك جلده أو لقبض ما يستلزم قبضه بالأظافر.
وقد ورد في الصحيح تحديد مدة قص الأظافر والشارب ونتف الإبط والاستحداد بأربعين يومًا والمستحب فعل ذلك كل جمعة، وهو الأَولى، وذلك من باب النظافة التي هي من الإيمان، ومن تحسين البدن وتنظيفه والاحتياط للطهارة وكف الأذى والروائح المستنكرة، ومن باب مخالفة المشركين ومن قلدهم، وقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، فعليه أن لا يشوه صورته ولا يقبح منظره، فيعمل بخصال الفطرة، ويحافظ على المروءة وعلى التآلف المطلوب؛ لأن الإنسان إذا بدا في الهيئة الحسنة انبسطت إليه النفس واستحب القرب منه، وقبل قوله ولم يمل الجلوس معه، بخلاف المظهر المشين فإن النفوس تنفر منه وتعرض عنه.
فأما عمل التواليت ففي الصحيحين عن ابن عمر قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن القزع ؛ وفسر بأنه إذا حلق رأسه ترك شعرًا في الناصية والجانبين، وفي السنن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى صبيًّا قد حلق بعض رأسه، فقال: احلقوا كله أو ذروا كله وقد أجمعوا على النهي؛ لأنه يشوه الخلقة، وهو زي الشيطان، وفيه تشبه بالكفار من النصارى أو غيرهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم .
فعلى المدرس الذي هو قدوة وأسوة في أفعاله أن يبتعد عن التقليد والتشبه بالكفار والفساق، وأن يتميز باتباع السنة، والمحافظة على خصال الفطرة التي فطر الله عليها الناس واستحسنتها العقول، والله أعلم.

line-bottom