عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
66737 مشاهدة
تلفظ المدرس على الطلاب بألفاظ سيئة ومؤذية


س 16: وسئل -رعاه الله- بعض الأخوة المدرسين يتلفظ بألفاظ سيئة ومؤذية على الطلاب، كقول: يا كلب، يا حمار، يا خسيس، يا غبي، عمى، وجع، ونحو ذلك. فما تعليقكم -حفظكم الله- على مثل هذه الألفاظ وغير ذلك؟
فأجاب: المدرس يكون معلمًا بقوله وفعله وعاداته ولينه وحدته، وحماسه وضعف جانبه وقوته، فعليه أن يكون قدوة خير، وذلك أنه لا يتولى التدريس إلا بعد اختبارات ودراسات مكثفة وبعد تعلم من مدرسيه، ومن ذلك اعتياده الكلام الحسن، وابتعاده عن النطق بالكلمات السيئة البذيئة، وصيانة لسانه عن الألقاب المنكرة التي تنفر عن التقبل منه وتحدث وحشة بينه وبين أبنائه وتلامذته، فمتى رأى من أحدهم خللا أو نقصًا أو غباوة أو فهاهة فعليه أن يدعوه بأحسن أسمائه، ويلين له القول، ويرشده بلطف وحسن خلق، وينبهه على خطئه؛ حتى يقبل منه ويتقبل نصحه وتوجيهه.
ولا شك أن هناك فرق كبير عند التلاميذ بين مدرسيهم، فمن كان متساهلًا معهم كثيرًا فإنهم لا يحترمونه، ولا يصغون إلى تعليمه إلا ما شاء الله، ويصبح قوله لا تأثير له ودرسه لا إنصات فيه، بل هو يتكلم مع قليل منهم والكثير يخوضون ويعبثون غير مكترثين بنصحه وتعليمه، فهذا قد ذهب جهده ضياعًا لزيادة تساهله وتغافله، بينما هناك آخر قد استعمل الصلف والشدة والكلمات النابية والألفاظ الشديدة في مخاطبة لأفرادهم أو لجماعتهم، كقوله: أنت حمار أو بهيمة، أو أنتم كلاب أو قردة، ونداؤه لهم بالغباوة والخسة وقلة الفهم والإعراض عن الإصغاء، ودعاؤه عليهم بالأوجاع والعمى والمرض والصمم، ونحو ذلك؛ فتكون هذه الكلمات منفرة عن التقبل منه، وسببًا في بغضه ومقته وعدم الاستفادة من نصحه وتعليمه.
ثم تصبح تلك الكلمات النابية مرتسمة في أذهان الطلاب لسماعهم لها في سن التلقي، فيستعملونها مع بعضهم وتكون ديدنهم وهجيراهم ؛ فيكون هذا المدرس قد علّم تلامذته السوء والفحش من القول، وخير الأمور أواسطها، وهو كون المدرس لينًا من غير ضعف، قويًّا من غير عنف، حليمًا ذا أناة وتؤدة، فعندما يرى من أحدهم سوء أدب أو تلاهيًا وإعراضًا يستعمل معه النصح والتخويف، ويبين له ولغيره سوء نتيجة الإعراض وعدم التقبل، وضد ذلك، ويهدده بالطرد والإبعاد عن الدراسة، ويضرب الأمثال، ويقنع الطلاب بصحة ما يقول، ولا حاجة إلى بذيء القول وفحش الكلام، فهناك يصبح قدوة في أقواله وأفعاله، والله أعلم.