الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
64044 مشاهدة
رمي الطلاب كتب المقررات بما فيها العلوم الشرعية في صناديق القمامة أوفي الشارع أو تمزيقها


س 92: وسئل -حفظه الله- كثير من الطلاب في الامتحان النهائي أو بعد الانتهاء من الامتحان يلقون كتب المقررات، والتي منها مقررات العلوم الشرعية واللغة العربية والتأريخ وغيرها في صناديق القمامة أو في الشوارع والأرصفة أو يمزقونها، فهل من توجيه حول هذه المشكلة؟ ومن المعلوم أن تلك الكتب تحتوي على علوم نافعة ومفيدة.
فأجاب: هذا الفعل لا يجوز، وإنما يفعله من لا رغبة له في العلم ومنفعته، كالذين يدرسون لأجل تجاوز المرحلة أو النجاح من المقرر، ثم لا يعود إلى قراءته ولا يعيره اهتمامًا، وسرعان ما ينسى ما تعلم من علوم الشرع والأدب والعلوم الاجتماعية، ولا شك أن الدولة -أيدها الله تعالى- بذلت جهودًا في التعليم بفتح المدارس وتعيين المدرسين الأكْفاء وطبع الكتب وتوزيعها مجانًا، والقصد من وراء ذلك فائدة الطالب وثقافته واطلاعه على محتويات الكتب وقدرته على البحث والاستفادة والعمل والتعليم، فلا يليق به الإعراض عن العلم الذي تلقاه وحفظه وقرأه واختبر فيه، بل عليه المراجعة والمذاكرة والاحتفاظ بتلك الكتب التي استفاد منها؛ لاحتوائها على الكثير من العلوم النافعة ولو كانت موجزة، فلا يليق به الزهد فيها وبيعها بأرخص الأثمان، وأقبح من ذلك إحراقها أو إهانتها بالرمي لها مع القمامات وفي مواضع الأقذار والأوساخ، رغم ما تحويه من آيات وأحاديث وذكر لله -تعالى- ولو كانت تتعلق بالعلوم الدنيوية أو الصناعات والرياضيات ونحوها، لكن إن تمزقت من الاستعمال ولم تعد صالحة للانتفاع بها فالأفضل إحراقها، أو جمعها مع أوراق المصاحف وتحفظ في أماكن طاهرة، أو تدفن في أماكن خاصة بعيدة عن الامتهان، والله المستعان.