لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
64165 مشاهدة
شرب المدرس للدخان مع بقاء رائحته في فيه


س 45: وسئل -وفقه الله- ما نصيحتكم لبعض الأخوة المدرسين الذين ابتلاهم الله بشرب الدخان؛ حيث يشربونه خفية عن أنظار إخوانهم المدرسين وعن الطلاب، ولكن بعد الشرب يبقى في أفواههم رائحته الكريهة، وقد تنقطع؟
فأجاب: شرب الدخان محرم؛ فأولًا: إنه خبيث الرائحة وخبيث الطعم، فهو كما قيل عنه: ينتن الفاه، ويخلي المخباه، لا في أوله باسم الله، ولا في آخره الحمد لله، ولا يقتصر خبث ريحه على صاحبه بل يتعدى إلى جلسائه، فرائحته مستكرهة في مشام الناس، يحس بها كل من شمه من غير أهله، ولا يعتبر استطابة المدخن لرائحته فإن حشرة الجعل تستطيب النتن، فهو يدهده الخراء بأنفه.
وثانيًا: أنه ضار بالصحة ضررًا بينًا كما وضحه الأطباء المعتبرون؛ حيث ذكروا أنه يسبب مرض السرطان والسل الرئوي وكثرة السعال وموت الفجأة وداء السكر، وأنه يضيق مجاري الدم ويقلل الشهية إلى الأطعمة النافعة ويسبب الهزال والضعف والخور في القوى، وغير ذلك من الأمراض الفتاكة.
وثالثًا: أنه إتلاف للمال في غير فائدة بل في مضرة ظاهرة، فإتلاف المال مطلقًا حرام وتبذير، والمبذرون إخوان الشياطين، وإسراف والله لا يحب المسرفين، وذلك أن المال محبوب عند النفس، كما قال -تعالى- وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا وقال: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ .
وهذا مشاهد عيانًا، فمتى تعب الإنسان في جمع المال وتحصيله وبذل جهدًا جهيدًا في الوصول إليه وتملكه فإن من السفه إتلافه وإحراقه، وقد قال بعض العلماء لتلاميذه: أرأيتم لو أن رجلا يلقي في البحر كل يوم درهمًا، ما يقال فيه؟ قالوا: مجنون. قال: أجنُّ منه شارب الدخان.
فعلى هذا يعتبر الدخان حرامًا لأنه إسراف وإفساد للمال وإضرار للنفس؛ ولهذا فإن الدول الكافرة تحاربه وتمنعه أن يشرب في الدوائر والمجتمعات والطائرات والحافلات؛ حفاظًا على صحة المواطنين، وحرصًا على تقليل تعاطيه؛ ولهذا يمنعون الشاب أن يتعاطاه لقوة تأثيره على صحته وبدنه، ثم ننصح من ابتلي به أن يحرص على الإقلاع منه وإبطاله حالا، وذلك سهل يسير على من يسّره الله عليه، بأن يعزم على نفسه ويجزم بذلك ويتركه تركًا كليًّا، ويصبر على ألم ما فيه من مادة النيكوتين الذي يؤثر على البدن عند فقده، لكن يزول ألمه مع التحمل والتجلد وقوة العزيمة، ولو حصل له ضعف نفس أو دوخة أو تخدير قوة فإن ذلك يزول في النهاية، وننصح بقراءة رسالتنا التي بعنوان: التدخين مادته وحكمه في الإسلام، وبقراءة كتاب: الدخينة في نظر طبيب، وكتاب: كيف تبطل التدخين، ونحوها مما كتب حول الدخان، والله أعلم.