إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74070 مشاهدة
مقاطعة الموجه للمدرس أثناء الشرح أمام الطلاب في الفصل بدون إذن


س3: وسئل -حفظه الله- هل من المصلحة -إذا أخطأ المدرس في معلومة، أو ظهر منه شيء من التقصير داخل الفصل - أن يتدخل الموجه ويصحح تلك المعلومة وينبهه على تقصيره داخل الفصل أمام الطلاب، أم الأولى أن يكون ذلك خارج الفصل إذا انتهى زمن الحصة، ويكون ذلك بينه وبين المدرس على حدة؟
فأجاب: معلوم أن المدرس هو الذي يلقي الدرس دائمًا على الطلاب، وأن الموجه الذي يفتش على المدرسين إنما يحضره مرة في درس واحد في كل السنة الدراسية، فإن كان الخطأ الذي وقع فيه المدرس يعتبر غلطًا في العلم، مخالفًا للدليل الصريح، سواء في العقيدة أو في الأحكام أو في الآداب أو في العلوم الأخرى، فإن على الموجه أن يبينه داخل الفصل وأمام الطلاب؛ فإن إقراره عليه يعتبره الطلاب تصويبًا له، فيقبلونه ويسلّمون به ولو كان مخالفًا للصواب.
أما إن كان الخطأ في الأسلوب أو في الترتيب، أو في طريقة الإلقاء، أو في الاختصار، أو الإسهاب، أو في وسائل الإيضاح ونحو ذلك، وقد مشى المدرس على ذلك ورآه مفيدًا وخالفه الموجه؛ فأرى أن عليه ملاحظة ذلك خارج الفصل بعد انتهاء إلقائه لذلك الدرس، فينفرد به ويخبره بالخلل الذي وقع فيه، وليستمع عذره فربما كان له وجهة نظر، وقد يكون الصواب معه، وقد يعترف بالخطأ فيرجع إلى الصواب دون تنقصه أمام الطلاب.