الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74014 مشاهدة
غضب المدرس الشديد على الطالب إذا تحرك داخل الفصل من غير قصد


س 63: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين يغضب غضبًا شديدًا على الطالب إذا تحرك في الفصل كأن يحرك رجله على الأرض، أو يلتفت نحو زميله، أو يحرك الطاولة؛ فالمدرس يعتقد أن هذه الحركات تستهدفه شخصيًّا، أو أن المقصود استفزازه أو عدم نجاحه، فهل الأولى تمرير هذه الحركات لأنها عادية وليست مقصودة نتيجة طول الجلوس على المقعد؟ نرجو توضيح هذا الأمر بارك الله في علمكم وعملكم.
فأجاب: معلوم أن من طبيعة الأطفال الذين دون البلوغ كثرة الحركة والتقلب؛ ولهذا يصعب أن تجدهم جلوسًا مع آبائهم في المنازل طويلا، ويصعب إمساك الطفل الذي دون الخامسة نصف ساعة في المجلس، وهذه الحركات فيها حكمة عظيمة، وهي تقوية أبدانهم وتعويدها على التقلب والتصلب؛ فأقول: إن حركتهم في الفصول الدراسية من الأمور العادية، فلا يستغرب المدرس كثرة التنقل والتغير والالتفات وتحريك المقعد ونحو ذلك، وعليه أن يدربهم بالتي هي أحسن على الإنصات والاستفادة، وإلقاء السمع والتأمل لشرح الدرس، وعدم الانشغال بغيره، ثم عليه نصحهم وتوجيههم وترغيبهم في العلم النافع المفيد، ومتى رأى من أحدهم عبثًا وإدبارًا وصدودًا عن الدرس متعمدًا جاز له تخصيصه بعقوبة تردعه، أو رفع ذلك لمن يعاقبه.