إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74062 مشاهدة
التحزبات في بعض المدارس بين المدرسين


س 109: وسئل -رعاه الله- يوجد في بعض المدارس تحزبات داخل المدرسة بين المدرسين؛ ونتيجة لذلك تظهر العداوات والبغضاء والحسد والحقد بينهم، وكل هذا من كيد الشيطان وتحريشه بينهم، فما حكم ذلك شرعًا؟ وهل لها أثر سيئ على الطالب؟
فأجاب: الواجب على المسلمين عمومًا أن يتحابوا فيما بينهم، وأن يحرصوا على الوفاق والصحبة والبعد عن الخلافات والمنازعات؛ وذلك لأنهم جميعًا يدينون بدين واحد، ويعبدون ربًّا واحدًا، ويتبعون نبيًّا واحدًا، وأن دينهم يحثهم على الاتفاق والاجتماع والتقارب والوحدانية على عقيدة أهل السنة والجماعة، فقد نهى الله -تعالى- عن التحزب والافتراق والخلافات كما في قوله -تعالى- وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ؛ أي: تمسكوا بدينه واجتمعوا عليه، وكما قال -تعالى- وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا والنهي هنا للتحريم.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكره الخلاف بين أصحابه ويقول: اقْرَءُوا القُرْآَنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا وخرج مرة على أصحابه وهم يتنازعون في القَدَر فغضب عليهم وقال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، ما علمتم منه فخذوه وما لم تعلموه فكِلوه إلى عالمه .
فننصح المدرسين الذين تجمعهم إدارة واحدة ومكان واحد أن يحرصوا على الاجتماع والاتفاق في الكلمة والوجهة والمنهج، وأن لا يتنازعوا ومتى وقع بينهم خلاف في حكم أو مسألة، ولم يكن هناك من يرجعون إليه، فإن لكل مجتهد نصيب، فيقر كل واحد أخاه على اجتهاده، ولا يكون هذا الاختلاف مسببًا للبغض والمقاطعة والانتقاد وتتبع الأخطاء، وعيب الآخرين وثلبهم والقدح في معلوماتهم؛ فإن ذلك كله حرام بين المسلمين عموما، فكيف بالزملاء والأصحاب الذين يجتمعون في كل يوم غالبًا، ولا شك أنه قد يقع اختلاف في الوجهات؛ بحيث أن هناك من يميل إلى الاقتضاب في الوعظ والإلقاء، وآخرون يميلون إلى التوسع والإسهاب، فلا يكون ذلك مسببًا للفرقة، وكذا لو مال أحدهم إلى منهج الوعظ في الدعوة وآخر إلى منهج المكاتبة فلكل منهم رأيه واختياره، ولا يقدح أحدهم في منهج الآخرين، والله الموفق.