لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
95469 مشاهدة print word pdf
line-top
التحزبات في بعض المدارس بين المدرسين


س 109: وسئل -رعاه الله- يوجد في بعض المدارس تحزبات داخل المدرسة بين المدرسين؛ ونتيجة لذلك تظهر العداوات والبغضاء والحسد والحقد بينهم، وكل هذا من كيد الشيطان وتحريشه بينهم، فما حكم ذلك شرعًا؟ وهل لها أثر سيئ على الطالب؟
فأجاب: الواجب على المسلمين عمومًا أن يتحابوا فيما بينهم، وأن يحرصوا على الوفاق والصحبة والبعد عن الخلافات والمنازعات؛ وذلك لأنهم جميعًا يدينون بدين واحد، ويعبدون ربًّا واحدًا، ويتبعون نبيًّا واحدًا، وأن دينهم يحثهم على الاتفاق والاجتماع والتقارب والوحدانية على عقيدة أهل السنة والجماعة، فقد نهى الله -تعالى- عن التحزب والافتراق والخلافات كما في قوله -تعالى- وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ؛ أي: تمسكوا بدينه واجتمعوا عليه، وكما قال -تعالى- وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا والنهي هنا للتحريم.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكره الخلاف بين أصحابه ويقول: اقْرَءُوا القُرْآَنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا وخرج مرة على أصحابه وهم يتنازعون في القَدَر فغضب عليهم وقال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، ما علمتم منه فخذوه وما لم تعلموه فكِلوه إلى عالمه .
فننصح المدرسين الذين تجمعهم إدارة واحدة ومكان واحد أن يحرصوا على الاجتماع والاتفاق في الكلمة والوجهة والمنهج، وأن لا يتنازعوا ومتى وقع بينهم خلاف في حكم أو مسألة، ولم يكن هناك من يرجعون إليه، فإن لكل مجتهد نصيب، فيقر كل واحد أخاه على اجتهاده، ولا يكون هذا الاختلاف مسببًا للبغض والمقاطعة والانتقاد وتتبع الأخطاء، وعيب الآخرين وثلبهم والقدح في معلوماتهم؛ فإن ذلك كله حرام بين المسلمين عموما، فكيف بالزملاء والأصحاب الذين يجتمعون في كل يوم غالبًا، ولا شك أنه قد يقع اختلاف في الوجهات؛ بحيث أن هناك من يميل إلى الاقتضاب في الوعظ والإلقاء، وآخرون يميلون إلى التوسع والإسهاب، فلا يكون ذلك مسببًا للفرقة، وكذا لو مال أحدهم إلى منهج الوعظ في الدعوة وآخر إلى منهج المكاتبة فلكل منهم رأيه واختياره، ولا يقدح أحدهم في منهج الآخرين، والله الموفق.

line-bottom