الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
95434 مشاهدة print word pdf
line-top
عدم تحري المدرس الأمانة عند تسجيل زمن حضوره لمقر عمله


س 35: بعض المدرسين إذا وقّع للدخول لا يسجل الزمن الذي جاء فيه وإنما يسجل نفس زمن المدرس الذي جاء قبله، كأن يصل الساعة 7.20صباحًا فيسجل 7.00 صباحًا أو 6.50، أو يصل الساعة 6.30 فيسجل 6.20. فهل يجوز ذلك؟

فأجاب: لا شك أن المدرس وقته محدد أوله وآخره، وهو دخول الطلاب في الفصول، وعليه أن يحضر قبل ذلك بزمن يسير، حتى يستعد لدخول الفصل الدراسي، فإن كان مطالبًا بالدرس الأول كل يوم حضر أول النهار، وإن طولب بالدرس الثاني فله التأخر إلى حين دخول الدرس الثاني، ولا يلزمه التبكير لعدم الحاجة إليه، ومتى وصل كتب في الدفتر زمن حضوره، سواء للدرس الأول أو ما بعده، ويتحرى الصواب، ويجوز أن يكتب الحضور من وقت خروجه من داره؛ لأن خروجه إنما كان لأجل العمل، فأما غير المدرس فعليه تحري الصدق، وله أن يكتب الحضور من أول خروجه، وإن تأخر لزحام أو نحوه كتب من أول خروجه إذا كان منزله قريبا من موضع العمل بخلاف البعيد فإن عليه التبكير بقدر الطريق.
وأما تقديم الخروج فللمدرس ذلك إذا انقضى عمله، فيوقع عند خروجه، أما غيره فيخرج وقت الانتهاء، وله أن يتقدم قليلا بقدر ما يصل إلى منزله عند نهاية الدوام، وبالجملة على الجميع اعتماد الصدق وتحريه في الدخول والخروج.

line-bottom