شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
89681 مشاهدة print word pdf
line-top
غيبة الطلاب للمدرسين وتقليد حركاتهم استهزاء


س 99: وسئل -رعاه الله- كثير من الطلاب يغتابون المدرسين فيتكلمون فيهم بسوء، ويقلدونهم في كلامهم وفي حركاتهم وفي لباسهم ونحو ذلك من باب الاستهزاء والضحك، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء الطلاب؟
فأجاب: ننصح المدرس أن يصون عرضه ونفسه عن الأفعال الدنيئة التي تسقط قدره وتحط منزلته عند الطلاب والزملاء؛ فإن كثيرًا من المدرسين يدخلون العمل بدون تأهب واستعداد، فلا يحترمهم الطلاب، ولا يكون موضع تقبل وتقدير، ولا يكون لأحدهم شخصية وهيبة بارزة؛ فيتخذ الطلاب أحدهم ضحكة وهزوًا، وهو الذي أسقط نفسه وحط من قدره في لباسه وكلامه وإلقائه وتساهله ونحو ذلك، فلا يستغرب من الطلاب وغيرهم وجود السخرية والتكلم في عرضه، والتنقص له والتهكم بسيرته، وقد قال الشاعر القديم:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولـو عظمـوه فـي النفوس لعظما
ولكـن أهـانوه فهـانوا ودنسوا
مُحَّيــاه بالأطمـاع حتــى تجهما

ثم إن كثيرًا من سفلة الطلاب وأنذالهم يهزءون ويسخرون من المدرسين الملتزمين بالسنة والمطبقين لتعاليمها، في إعفاء اللحية ورفع اللباس فوق الكعب والحث على العبادات وتعليم العلوم الشرعية النافعة؛ حيث إن أولئك الطلاب من أهل الانحراف والصدود عن الدين، وعن تعلم العبادات والتقربات، وعن تفاصيل الحلال والحرام، فهم يستثقلون المدرس الذي يتولى ذلك ويلصقون به العيوب ويلمزونه، ويرمونه بالنقص والضعف والتأخر والرجعية، ثم يتجاوزون ذلك إلى السخرية بحركاته وأفعاله ونبزه بما يعيبه كذبًا؛ فننصح مثل هؤلاء أن يربئوا بأنفسهم عن هذه الأعمال التي تزري بهم، وفيها وصمهم بالشر والحقد على الدين وأهله، ويجب على عموم المدرسين والمدراء الإنكار على مثل هؤلاء، وإرشادهم إلى احترام من يعلمهم الخير والدعاء له والتقبل منه، وبيان مكانته في العلم الشرعي الذي هو ميراث الأنبياء، ثم عقوبة من يتمادى في غيه وهواه ويسخر من أهل العلم ويعيبهم بما ليس فيهم، ويحكي أقوالهم أو أفعالهم للعيب والثلب، فلا بد من الأخذ على أيديهم والشدة في عقوبة من تكرر منه ذلك ليرتدع الباقون.


line-bottom