إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
95437 مشاهدة print word pdf
line-top
أخذ المدرس راتبا آخر للتدريس في المساء وهو لم يدرس!


س 20: وسئل -حفظه الله- مدرس يُصرف له راتب آخر بحجة أنه يدرس في المساء، وهو ليس كذلك ؛ لكون المدير يعرفه معرفة جيدة ويريد أن ينفعه، فما نصيحتكم لكل من المدرس والمدير؟ وما حكم الراتب الذي يأخذه بدون عمل؟ وكيف يمكن التخلص منه؟

فأجاب: لا يحل للمدير هذا الفعل؛ فإنه محاباة وميل وجور، ولا شك أن المدرس الذي ألزم بالتدريس مساء عليه أن يحضر، وأن يقوم بما ألزم به من الدروس، فإن لم يكن له عمل حرم على المدير إثباته وهو لا يحتاج إليه، وحرم عليه أخذ الراتب الثاني الذي لم يقم بعمله المسائي، فإن صرف له لم يجز له أكله، بل يتصدق به على الفقراء والمعوزين.
ثم ننصح كل مسئول أن ينصح لدولته، ويقصد الخير لها، فيحرص على توفير بيت المال؛ ليصرف في مصارفه المعروفة، ولا يحق له أن يأخذ منه ما لا حق له فيه، ولا أن يعطي البعض منه لمجرد حمية أو معرفة جيدة أو صداقة أو قرابة، بل يعطي كل ذي حق حقه، ولا يبخس منه شيئًا، ولا يعطيه ما لا يستحق، ومتى توفر عنده مال لجهة معينة صرفه للجهة الأخرى أورده لبيت المال؛ فهو أمانة عنده وهو مسئول عنه يوم القيامة، كما يُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه فليعِد للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا، قبل أن تزل به القدم ولا ينفعه الندم.

line-bottom