شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
63984 مشاهدة
استعمال الصافرة لأجل إيقاف مجريات المباراة داخل المدرسة


س 107: وسئل -حفظه الله- عندما تقام مباراة في المدرسة، سواء كانت في كرة قدم أو الطائرة أو السلة، فإن حَكَم تلك المباراة معه صافرة لها صوت يسمعه اللاعبون لأجل إيقاف مجريات المباراة، ومتى ما صفر حكم المباراة عرف اللاعبون معنى إطلاقه هذا الصوت من الصافرة، فما حكم استعمال الصافرة لإدارة المباريات بها ؟
فأجاب: الأصل أن الصفير يتخذ للهو والطرب لما يحصل للسامع من النشوة والنشاط في السير أو العمل الذي يزاوله، كما يحصل في ضرب الأجراس والطبول والطنابير والأعواد التي تستعمل في الملاهي؛ ولذلك عاب الله المشركين بقوله -تعالى- وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ؛ فالمكاء هو الصفير سواء بآلة أو الفم أو نحوه.
لكن في هذه الحالة قد يتسامح في ذلك؛ حيث إن هذا الصفير لا يقصد منه اللهو ولا يتلذذ بسماعه ولا يحصل للسامع تلذذ به، ولا يبعث على البطالة أو الإقدام على معصية، وإنما يقصد منه معرفة بدء العمل في هذه المباراة ومعرفة وقت إيقافها، وما يحكم به على هؤلاء المتبارين من المدح لهم والتشجيع لهم، أو ما يلاحظه على بعضهم من الأخطاء أو النقائص؛ فعلى هذا لا أرى بأسًا باستعمال الحكم لهذه الصافرة لهذه المقاصد، والله أعلم.