اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
89702 مشاهدة print word pdf
line-top
عدم قيام المدرسة بواجبها الأسري لانشغالها بالتدريس


س 81: وسئل -رعاه الله- كثير من المدرسات تخل بواجبها الأسري لانشغالها بالتدريس، كتقصير في حق الأولاد أو حق الزوج، فما توجيهكم لمثل هؤلاء الأخوات المدرسات؟
فأجاب: لا شك أن الزوجة مكلفة بحفظ منزلها وإصلاح حال زوجها وخدمته، وحضانة أولادها وتنظيفهم، وتولي حاجة المنزل وغسل الثياب والأواني، ونحو ذلك مما هو معتاد من الزوجة في منزل زوجها، فمتى توظفت في تدريس أو غيره فإنه من الضروري انشغالهـا بالعمل الوظيفي جزءًا كبيرًا من النهار، فمتى رجعت فالعادة أنها تكون مرهقة البدن قد تعبت من الإلقاء والتعليم وأنهكت قواها، فيصعب عليها إصلاح الطعام وما يحتاجه زوجها في تلك الحال، حيث يأتي غالبًا وهو متعب مرهق من ثقل العمل، فإذا جاء ولم يجد له غداء أو طعامًا يسد جوعته، ولا ما يشتهيه من قهوة أو نحوها، فلا تسأل عما يحدث في نفسه ومع زوجته من العتاب والخصام والجدال الذي يسبب البغضاء والكراهية، وقد ينتج عنه الفرقة أو العذاب.
فنقول: إن على المرأة القيام بخدمة زوجها، وإصلاح بيتها وتربية أولادها، وتقديم ذلك على الوظيفة، وعلى الزوج القيام برزقها وكسوتها وسكناها بالمعروف كما أمر الله -تعالى- وبالتعاون بينهما تنتظم الحياة، وعلى كل منهما أن يتغاضى عما يراه من النقص اليسير.

line-bottom