اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
75842 مشاهدة
تساهل المدرسة في عملها لانشغالها بالبيت


س 82: وسئل -حفظه الله- يلاحظ أن بعض المدرسات يقصرن في التدريس، ومن ذلك التساهل في الحضور والانصراف والتحضير للدروس ونحو ذلك؛ لكون ذهنها مشغولًا بالبيت، ولا سيما بعد أن يرزقها الله الذرية، فما رأيكم في استمرار من كانت هذه حالها في التدريس؟
فأجاب: قد علم أن التدريس أمانة يجب الوفاء بها فالمدرس -ذكرًا كان أو أنثى- يجب عليه التحضير للدرس والمطالعة والاستعداد، واستحضار الطريقة التي يقدر معها على إيصال المعاني إلى الأفهام، فيتذكر ويقرأ الشروح والتعليقات والحواشي، حتى يهضم الدرس ويتمكن من إلقائه بوضوح، فمن تساهل ودخل الفصل بغير استعداد فقد أضاع الوقت وشغل الأذهان بما لا يستفاد منه، ولم يقم بالواجب الذي عليه ويستحل به الراتب، وسواء كان ذكرًا أو أنثى.
وهكذا على المدرسين ملاحظة الوقت في الحضور أول ابتداء الدرس، وعدم الانصراف قبل انتهائه، فمن تأخر وفوّت على الطلاب جزءًا من الوقت فقد نقص من عمله الواجب عليه، وكذا من خرج قبل الانتهاء؛ حيث إن الوقت المقرر للدرس كله من حق الطلاب، لهم أن يطالبوا بشغله، وحيث إن الكثير من المدرسات ينشغل ذهنها ببيتها وولدها وشأن المنزل وحاجاته، فلا تستطيع التحضير كما ينبغي، ولا يتسع وقتها للاستعداد والتأهب، ولا تتمكن من الإلقاء المطلوب؛ فإنا ننصحها بترك الوظيفة وفسح المجال لغيرها من ذوات الأهلية والتمكن، فمتى رزقت المدرسة ذرية وصارت ربة بيت فإن الأفضل لها الاستقالة؛ لانشغال ذهنها بزوجها وحاجاته وتربية أولادها وإصلاح أحوال المنزل، وعدم التفرغ للتحضير والتأهب والمذاكرة، بحيث تأتي وذهنها مكدود وبدنها منهك من عملها مع أولادها وفي بيتها، فلا يستفاد منها إلا القليل.
ولا نقول: إن هذا مطرد في الجميع، فإن هناك من المدرسات من يكون ذهنها وقادًا وقلبها حاضرًا، ولا يضرها عمل البيت، ولا ينقصها تربية الأولاد، ومنهن من إذا ولدت اثنين أو ثلاثة طلبت من زوجها استقدام خادمة، رغم ما يترتب على ذلك من الأخطار والمفاسد، وتُوَلي الخادمة تربية أولادها وحضانتهم بعذر الانشغال بالوظيفة، وكان الأولى أن تتولى إصلاح بيتها وخدمة زوجها، وهو بدوره يقوم بالنفقة وما تحتاج إليه، ويتعاون الزوجان على التعليم والإصلاح، والله المستعان.