إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
80219 مشاهدة
رمي الطلاب كتب المقررات بما فيها العلوم الشرعية في صناديق القمامة أوفي الشارع أو تمزيقها


س 92: وسئل -حفظه الله- كثير من الطلاب في الامتحان النهائي أو بعد الانتهاء من الامتحان يلقون كتب المقررات، والتي منها مقررات العلوم الشرعية واللغة العربية والتأريخ وغيرها في صناديق القمامة أو في الشوارع والأرصفة أو يمزقونها، فهل من توجيه حول هذه المشكلة؟ ومن المعلوم أن تلك الكتب تحتوي على علوم نافعة ومفيدة.
فأجاب: هذا الفعل لا يجوز، وإنما يفعله من لا رغبة له في العلم ومنفعته، كالذين يدرسون لأجل تجاوز المرحلة أو النجاح من المقرر، ثم لا يعود إلى قراءته ولا يعيره اهتمامًا، وسرعان ما ينسى ما تعلم من علوم الشرع والأدب والعلوم الاجتماعية، ولا شك أن الدولة -أيدها الله تعالى- بذلت جهودًا في التعليم بفتح المدارس وتعيين المدرسين الأكْفاء وطبع الكتب وتوزيعها مجانًا، والقصد من وراء ذلك فائدة الطالب وثقافته واطلاعه على محتويات الكتب وقدرته على البحث والاستفادة والعمل والتعليم، فلا يليق به الإعراض عن العلم الذي تلقاه وحفظه وقرأه واختبر فيه، بل عليه المراجعة والمذاكرة والاحتفاظ بتلك الكتب التي استفاد منها؛ لاحتوائها على الكثير من العلوم النافعة ولو كانت موجزة، فلا يليق به الزهد فيها وبيعها بأرخص الأثمان، وأقبح من ذلك إحراقها أو إهانتها بالرمي لها مع القمامات وفي مواضع الأقذار والأوساخ، رغم ما تحويه من آيات وأحاديث وذكر لله -تعالى- ولو كانت تتعلق بالعلوم الدنيوية أو الصناعات والرياضيات ونحوها، لكن إن تمزقت من الاستعمال ولم تعد صالحة للانتفاع بها فالأفضل إحراقها، أو جمعها مع أوراق المصاحف وتحفظ في أماكن طاهرة، أو تدفن في أماكن خاصة بعيدة عن الامتهان، والله المستعان.