القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
106286 مشاهدة print word pdf
line-top
غيبة الطلاب للمدرسين وتقليد حركاتهم استهزاء


س 99: وسئل -رعاه الله- كثير من الطلاب يغتابون المدرسين فيتكلمون فيهم بسوء، ويقلدونهم في كلامهم وفي حركاتهم وفي لباسهم ونحو ذلك من باب الاستهزاء والضحك، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء الطلاب؟
فأجاب: ننصح المدرس أن يصون عرضه ونفسه عن الأفعال الدنيئة التي تسقط قدره وتحط منزلته عند الطلاب والزملاء؛ فإن كثيرًا من المدرسين يدخلون العمل بدون تأهب واستعداد، فلا يحترمهم الطلاب، ولا يكون موضع تقبل وتقدير، ولا يكون لأحدهم شخصية وهيبة بارزة؛ فيتخذ الطلاب أحدهم ضحكة وهزوًا، وهو الذي أسقط نفسه وحط من قدره في لباسه وكلامه وإلقائه وتساهله ونحو ذلك، فلا يستغرب من الطلاب وغيرهم وجود السخرية والتكلم في عرضه، والتنقص له والتهكم بسيرته، وقد قال الشاعر القديم:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولـو عظمـوه فـي النفوس لعظما
ولكـن أهـانوه فهـانوا ودنسوا
مُحَّيــاه بالأطمـاع حتــى تجهما

ثم إن كثيرًا من سفلة الطلاب وأنذالهم يهزءون ويسخرون من المدرسين الملتزمين بالسنة والمطبقين لتعاليمها، في إعفاء اللحية ورفع اللباس فوق الكعب والحث على العبادات وتعليم العلوم الشرعية النافعة؛ حيث إن أولئك الطلاب من أهل الانحراف والصدود عن الدين، وعن تعلم العبادات والتقربات، وعن تفاصيل الحلال والحرام، فهم يستثقلون المدرس الذي يتولى ذلك ويلصقون به العيوب ويلمزونه، ويرمونه بالنقص والضعف والتأخر والرجعية، ثم يتجاوزون ذلك إلى السخرية بحركاته وأفعاله ونبزه بما يعيبه كذبًا؛ فننصح مثل هؤلاء أن يربئوا بأنفسهم عن هذه الأعمال التي تزري بهم، وفيها وصمهم بالشر والحقد على الدين وأهله، ويجب على عموم المدرسين والمدراء الإنكار على مثل هؤلاء، وإرشادهم إلى احترام من يعلمهم الخير والدعاء له والتقبل منه، وبيان مكانته في العلم الشرعي الذي هو ميراث الأنبياء، ثم عقوبة من يتمادى في غيه وهواه ويسخر من أهل العلم ويعيبهم بما ليس فيهم، ويحكي أقوالهم أو أفعالهم للعيب والثلب، فلا بد من الأخذ على أيديهم والشدة في عقوبة من تكرر منه ذلك ليرتدع الباقون.


line-bottom