قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
89755 مشاهدة print word pdf
line-top
غيبة الطلاب للمدرسين وتقليد حركاتهم استهزاء


س 99: وسئل -رعاه الله- كثير من الطلاب يغتابون المدرسين فيتكلمون فيهم بسوء، ويقلدونهم في كلامهم وفي حركاتهم وفي لباسهم ونحو ذلك من باب الاستهزاء والضحك، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء الطلاب؟
فأجاب: ننصح المدرس أن يصون عرضه ونفسه عن الأفعال الدنيئة التي تسقط قدره وتحط منزلته عند الطلاب والزملاء؛ فإن كثيرًا من المدرسين يدخلون العمل بدون تأهب واستعداد، فلا يحترمهم الطلاب، ولا يكون موضع تقبل وتقدير، ولا يكون لأحدهم شخصية وهيبة بارزة؛ فيتخذ الطلاب أحدهم ضحكة وهزوًا، وهو الذي أسقط نفسه وحط من قدره في لباسه وكلامه وإلقائه وتساهله ونحو ذلك، فلا يستغرب من الطلاب وغيرهم وجود السخرية والتكلم في عرضه، والتنقص له والتهكم بسيرته، وقد قال الشاعر القديم:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولـو عظمـوه فـي النفوس لعظما
ولكـن أهـانوه فهـانوا ودنسوا
مُحَّيــاه بالأطمـاع حتــى تجهما

ثم إن كثيرًا من سفلة الطلاب وأنذالهم يهزءون ويسخرون من المدرسين الملتزمين بالسنة والمطبقين لتعاليمها، في إعفاء اللحية ورفع اللباس فوق الكعب والحث على العبادات وتعليم العلوم الشرعية النافعة؛ حيث إن أولئك الطلاب من أهل الانحراف والصدود عن الدين، وعن تعلم العبادات والتقربات، وعن تفاصيل الحلال والحرام، فهم يستثقلون المدرس الذي يتولى ذلك ويلصقون به العيوب ويلمزونه، ويرمونه بالنقص والضعف والتأخر والرجعية، ثم يتجاوزون ذلك إلى السخرية بحركاته وأفعاله ونبزه بما يعيبه كذبًا؛ فننصح مثل هؤلاء أن يربئوا بأنفسهم عن هذه الأعمال التي تزري بهم، وفيها وصمهم بالشر والحقد على الدين وأهله، ويجب على عموم المدرسين والمدراء الإنكار على مثل هؤلاء، وإرشادهم إلى احترام من يعلمهم الخير والدعاء له والتقبل منه، وبيان مكانته في العلم الشرعي الذي هو ميراث الأنبياء، ثم عقوبة من يتمادى في غيه وهواه ويسخر من أهل العلم ويعيبهم بما ليس فيهم، ويحكي أقوالهم أو أفعالهم للعيب والثلب، فلا بد من الأخذ على أيديهم والشدة في عقوبة من تكرر منه ذلك ليرتدع الباقون.


line-bottom