لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
80215 مشاهدة
حكم تصوير المناظر الطبيعية الخالية من ذوات الأرواح


س106: وسئل -رعاه الله- في بعض المدارس تقوم جماعة من جماعات النشاط في المدرسة، كجماعة التوعية الإسلامية مثلا برحلة لإحدى الاستراحات أو لإحدى الحدائق أو رحلة خلوية برية، بعد موافقة من إدارة المدرسة باليوم والوقت، فيصطحبون معهم آلة التصوير، وهي ما تسمى بالكاميرا، لالتقاط صور لمناظر طبيعية ليس فيها ذوات الأرواح كالأشجار والمياه والجبال ونحو ذلك، ثم تقوم تلك الجماعة بعرض نشاطها بالصور في لوحة خاصة بالمدرسة، فهل يجوز ذلك؟
فأجاب: لا مانع من ذلك فإن تصوير الشجر أو الجبال أو المباني أو البحار والأنهار والجداول جائز بلا خلاف، ولو كان التصوير بعمل اليد بالأقلام ونحوها، فبطريق الأولى جواز ذلك إذا كان بآلة التصوير الكاميرا التي ترسم هيكل ما أمامهـا من ثابت ومتحرك، وحيث إن في هذه الصور لهذه المناظر الطبيعية فوائد وعبر ومواعظ تعم من حضرها ومن غاب عنها فأرى أن لا بأس بها، وأن ذلك أولى من إضاعة هذا الجهد وقصره على الذين حضروه، والله أعلم.