الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
90805 مشاهدة print word pdf
line-top
مقدمة فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، نحمده سبحانه على ما أولى وألهم، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك القدوس السلام المسلم، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المكرم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد: فإن وظيفة التعليم هي وظيفة الرسل -عليهم الصلاة والسلام- والتي يسن التأسي بهم فيها، ولا يقوم بها إلا الأكْفاء الفضلاء، الذين يؤثرون وينفعون البشرية ويفيدونهم مما علمهم الله -تعالى- وفتح عليهم، فهم الدعاة إلى الخير، وهم المرشدون والوعاظ، وهم المذكرون والمنبهون، وهم الهداة إلى السبيل الأقوم، وهم أتباع الرسل وخلفاؤهم؛ فلهم الأجر الكبير على ذلك مع حسن القصد وصلاح النية والقيام بالواجب.
وحيث أن المدرس يتولى تربية أولاد المسلمين ذكورًا وإناثًا، ويفوَّض إليه تلقينهم العلوم النافعة المفيدة، وينفرد معهم معلمًا ومؤدبًا في موضع خاص غالبًا؛ فإنه -بلا شك- محل توقيرهم واحترامهم، وبه يقتدون، وبأقوال المعلمين وأفعالهم يستدلون، وعليهم يعولون، وللمدرس ولتعاليمه يقلدون، فمتى كان كذلك فإن عليه أن يكون قدوة حسنة، وأن يتخلق بمكارم الأخلاق ومعالي الأمور، وأن يترفع عن الأدناس وسفاسف الأوصاف، وعن الكذب والإثم والزور والبهتان، والاغتياب والنميمة، وخُلف الوعد، وعن صفات المنافقين من الفجور والغدر والخيانة، وما يسيء السمعة ويوقع في الإثم؛ وحيث إن التعليم أمانة فإنه يجب عليه أن يؤديها بقوة وكمال، وصدق وإخلاص ونصح للمسلمين، وخروجًا من العهدة والمسئولية ومحبة لأولاد المسلمين حتى يخرجوا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
ثم إن هناك ملاحظات وبعض من المخالفات التي تقع من بعض المدرسين وطلاب العلم الشرعي والدنيوي، وتحتاج تلك الملاحظات إلى التنبيه عليها والسعي في علاجها وإنكارها على مَن تلبّس بها جاهلًا أو متأوّلًا، وقد حرص أخونا الشيخ عبد العزيز بن ناصر المسيند على ما يتعلق بالمدرسين والمدرسات والطلاب والطالبات من الآداب والأخلاق، وما يقعون فيه من المخالفات؛ فدوَّن أسئلة تتعلق بذلك ورغب في الجواب عنها وشدد في الطلب، فلم يكن بد من إجابة طلبه؛ فهو من الأخوة الناصحين المحبين للعلم والعمل، قد حسن الظن بي وأناط بي هذه الأسئلة، فكتبت عليها أجوبة موجزة، معتمدًا فيها على الذاكرة والفهم وعلى ما أتذكره زمن كنت مدرسًا في المعهد ثم في الكلية، وقد أعان الله على إتمامها على ما فيها من النقص والخلل، فهي جهد المقل وقدرة المفلس، فلا مانع لدي من نشرها للاستفادة منها، وإذا كان فيها خطأ أو عيب فالمرجو من أخواني التنبيه عليه، والإنسان محل النسيان، وقد قال الحريري -رحمه الله- في آخر ملحة الإعراب:
وإنْ تَجِـدْ عَيْبًا فسـد الخَـلَلَا فجــلَّ مَــنْ لا عيـبَ فيـه وعلا

ونسأل الله أن يعين المسلمين على العلم والعمل وأن يوفق حملة العلم لأداء الأمانة والقيام بالواجب.
وصلى الله على محمد وصحبه وسلم 1\ 2\ 1418هـ
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

line-bottom