الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
75824 مشاهدة
زيارة الموجه للمدرس وهو يمر بظروف صعبة


س4: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين يمر بظروف صعبة قد تؤثر على عطائه داخل الفصل عندما يقوم بشرح موضوع ما؛ كأن يكون مريضًا، أو به حالة نفسية، أو وفاة أحد أبويه أو أحد أولاده، ونحو ذلك؛ فهل يجب على من أراد زيارته، سواء الموجه أو مدير المدرسة والحال ما ذكر، أن يصرف النظر عن تلك الزيارة، ولا سيما إذا كان يترتب على تلك الزيارة تقييم؟ ولو أصر أحدهما على زيارته داخل الفصل وأعطاه تقديرًا غير مناسب، فهل هذا من الظلم؟
فأجاب: لا شك أن من وقعت له هذه الظروف التي تؤثر على سيْره في العمل أنه يستحق أن يخفَّف عنه من الحصص، حتى لا يزداد أمره صعوبة، فإن المرض البدني ينهك الأعضاء ويوهن القوى، فيلزم صاحبه الفراش غالبًا، ولا يتحمل أن يقوم بعمل التدريس كما ينبغي، وهكذا من وقعت له حالة نفسية بحيث يضيق صدره ولا ينطلق لسانه، فتراه دائمًا في هم وغم وكرب وبُعد عن الناس وضعف تحمل.
فأما موت أحد الأبوين أو الأقارب فإنه أمر عادي، ولو أصاب النفس شيء من الحزن والوهن فالغالب أن ذلك يكون في أول المصيبة ثم يحصل التسلي؛ فأرى أن يعطى مثل هذا راحة وإعفاء من العمل وقت العزاء، كيوم أو يومين، ثم يواصل عمله، فلو لم يطلب ذلك وعرف أنه سوف يقوم بإلقاء الدرس كالعادة فذلك هو الأولى.
أما بالنسبة للمريض فمتى التزم أن يقوم بعمله وعرف أن في إلقائه خللا وضعفًا في المعلومات وفي الشرح والتوضيح؛ فأرى ألا يُزار وقت إلقاء الدرس للتقييم ومعرفة إمكانية الاستفادة منه، ولا يمكن المدير ولا الموجه من زيارته داخل الفصل مخافة أن يكتب عليه تقييمًا خاطئًا، بل يؤخذ تقييمه من الطلاب الذين عرفوه أول العام قبل حدوث المرض؛ فإنهم ولا بد سوف يلاحظون فيه تغييرًا أو يظهر لهم الخلل في عمله، فعند ذلك يعطى راحة ولو قليلة، أو يسند إليه تدريس مواد سهلة لا يصعب إلقاؤها ولا تحتاج إلى تحضير واستعداد، حتى يزول ما به من المرض، والله الشافي.