من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
106612 مشاهدة print word pdf
line-top
تسجيل المدير تأخير المدرس ورفعه للجهة المعنية


س 8: سئل -رعاه الله- إذا تأخر المدرس عن حضور دوام الصباح أكثر من خمس دقائق أو تزيد على ذلك، ثم قام المدير بتسجيل ذلك التأخير ورفعه للجهة المعنية نهاية الشهر لحسم ذلك التأخير من راتبه، فهل هذا التصرف من المدير محمود وفي محله ويؤجر عليه، أم أن الأولى أن يغض المدير النظر عن ذلك ليكسب بذلك المدرس؟
فأجاب: الواجب على المدرسين الحضور المبكر في أول وقت الدوام والاحتياط بالتقدم قبل الوقت قليلًا؛ مخافة الزحام الذي يفوّت عليه شيئًا من وقت الدرس؛ وذلك لأنه مسئول عن هؤلاء الرعية، ومكلف بإعطائهم الوقت الكافي الذي يشغله بالشرح والتقرير والتعليم، فلا يجوز له التخلف تهاونًا، ولا التأخر عن دخول الفصول بعد تواجد الطلاب، حتى تحصل الفائدة المرجوة من الدرس، وعلى المدير تعاهد المدرسين وحثهم على التبكير والتقدم، وتحذيرهم عن التهاون والتخلف ولو قليلا، إن لم يكن معهم حافز ديني ولا ضمير إيماني فلا بد من الحض والتحريض والتذكير بالواجب والمسئولية عن الدرس.
ثم متى وقع من أحدهم تأخر قليل عن غير قصد ولا تفريط ولا إهمال فعلى المدير أن يعذره ولا يؤنبه ولا يوبخه، بل يقبل عذره لنوم أو زحام في الطريق، أو حاجة ضرورية احتاج إلي قضائها فحصل من جرائها التأخر، أو نحو ذلك، فأما إن تأخر بلا عذر بل تهاونًا وإهمالًا وتفريطًا، ثم تكرر ذلك منه ولم يستفد من التوبيخ والتقريع، ولم يتأثر بالتخويف والوعيد، فإن على المدير أن يرفع باسمه للحسم من راتبه أولا، ومع التكرار له طرده وإبعاده عن المدرسة ليُستبدل بغيره، والله أعلم.

line-bottom