إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
106989 مشاهدة print word pdf
line-top
تكليف المدرس للطلاب بإحضار أشياء غالية الثمن


س 27: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين يكلفون الطلاب بإحضار مجسمات ولوحات خشبية وصحائف وأقلام وأقمشة وغير ذلك بتكاليف باهظة، مما يسبب الحرج لكثير من الأُسر الذين ظروفهم المادية لا تسمح بذلك، ويقال كذلك بالنسبة للمدرسات عندما يكلفن الطالبات بذلك، فهل من نصيحة حول هذا الأمر؟

فأجاب: لا شك أن الكثير من أولياء أمور الطلاب فقراء ضعفاء، يعوزهم الحصول على الغذاء والقوت الضروري لأولادهم وقضاء الحاجات المنزلية؛ فمن الواجب على المدرسين الرفق بهم والسعي معهم في تخفيف المؤنة وإيصال المساعدات المالية بأي وسيلة إليهم؛ فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا .
فمتى بدت حاجة المدرس إلى صحائف أو أقلام أو أقمشة للإعلانات أو أدوات للنشاط فعليه أن يتبرع بتكلفتها، أو يحث إخوانه المدرسين على المساهمة فيها، أو يطلب من أهل الخير والثروة وأهل الصدقات والتبرعات، فإن تعذر ذلك عرضها على الطلاب عمومًا للمساهمة في إحضارها حسب القدرة، فمن كان منهم ذا جدة وسعة أحضر منها ما تيسر، ومن قُدِرَ عليه رزقه فلا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها.
فننصح مدراء المدارس وأعضاء هيئة التدريس رجالًا ونساءً أن يرفقوا بالضعفاء، وأن يرحموهم ولا يكلفوهم ما يعجزهم، وأن يقوموا بما يحتاجونه في مصلحة النشاط والأعمال اليدوية والإعلانات والصحف الحائطية؛ وذلك لعلمهم بأن أولياء الطلاب قد يكونون من الفقراء المعوزين، فمتى جاء ولد أحدهم وقال: إن المدرس طلب مني إحضار قماش أو شراء صحيفة أو أدوات، ثم ألح على أهله وشدد عليهم في الطلب، وذكر أن المدرس لا يقبل منه عذرًا، وأنه سوف يتأخر أو ينفصل إن لم يأت بما طلب منه؛ فلا تسأل عما يقع فيه أهله من الحرج والضيق بحيث يتكففون الناس، أو يبيعون بعض أمتعتهم أو يقترضون ليحلوا هذه الأزمة، فكم يدعون على المدرس أو المدرسة، ويظهرون التظلم والإضرار؛ فعلى المدرس ملاحظة ذلك والنظر والتفكر فيما لو كان مثل أحدهم، فيحب للناس ما يحب لنفسه.


line-bottom