الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
75812 مشاهدة
راتب المدرس الذي يخل بعمله


س 50: وسئل -حفظه الله- ما رأيكم في راتب المدرس الذي يخل بعمله ، ولا يؤديه على الوجه المطلوب، كتأخره عن الحصص وعن الحضور ونحو ذلك؟
فأجاب: نرى أن في حل الراتب شك وأنه من المشتبهات، فالورع أن يتصدق منه بما شك فيه، أو بمقدار الزمن الذي أضاعه والحصص التي أخل بها، ولا شك أن المدرس عمله محدد يبدأ بالدقيقة، ومتى تأخر فإن الطلاب يفتقدونه ويرفعون الأمر إلى مدير المدرسة، ويكون مغيبه معلومًا مشهورًا، ويختل العمل، ويضيع على الطلاب وقت لم يتعلموا فيه ولم يستفيدوا.
وعلى هذا فعلى المدرس الاهتمام بالدروس، والاجتهاد في أداء عمله وعدم التساهل وعليه أيضًا الحرص على التحضير والمذاكرة والبحث، والتأهب لإلقاء الدرس والاستعداد له قبل دخوله، حتى يؤديه كما ينبغي ولا يخل بشيء من واجبه، وقد لوحظ تساهل كثير من المدرسين وعدم اهتمامهم بالمواد التي يلقونها، والاكتفاء بالمعلومات السابقة التي تلقوها في مراحل الدراسة، رغم ما يطرأ عليهم من النسيان وتغير المعلومات لبعد العهد.
فلا بد من التحضير والمراجعة، وتجديد المعلومات، ومطالعة ما تجدد من العلوم وما طرأ على المواد من التغيرات؛ ليقوم بالواجب وتبرأ ذمته، ويستحل ما يصرف له مقابل العمل الذي أداه على الوجه المطلوب، والله أعلم.