الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
95714 مشاهدة print word pdf
line-top
موقف المدرس من الطالب الذي استفزه وأثاره


س 51: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين إذا استفزه طالب أو أكثر في الفصل غضب وتأثر، ولجأ إلى أسلوب التهديد؛ إما بخصم درجات، أو بجعل الأسئلة في غاية الصعوبة، أو أمسك عن الشرح. فهل هذا أسلوب تربوي حكيم؟
فأجاب: ما هكذا يكون المدرس العاقل، وقد عرف المدرس أنه يقابل كل يوم عددًا من الطلاب الذين لم تنضج أفكارهم، ولم يكمل أدبهم، ولم يعرفوا حق المعلم ولا فضل المربي؛ فلا بد أن يلاحظ منهم سوء أدب ومخالفة لما يرشدهم إليه، وكثيرًا ما يحصل منهم العبث واللعب والصدود، ورفع الصوت وقلة الإصغاء ونحو ذلك، فلا بد أن يكون المعلم حليمًا ذا أناة وتؤدة وثبات في الأمر، ويستعمل الرفق في تعليمهم وتأديبهم؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه .
ويستعمل الإغلاظ في محله، فإن الواجب أن ينصح الطلاب ويعلمهم الآداب كما أن عليه التشديد والإغلاظ والتهديد حتى يخافوا، ولكن لا يحمله الغضب على الإضرار بهم بحسم شيء من الدرجات أو تصعيب الاختبار؛ فالغالب أنهم يتأثرون بالتهديد والتخويف، وأن الكثير ينتفعون بالحلم والتغاضي عن الهفوات، فيحصل بذلك المقصود من التأدب وحسن السيرة والسلوك، والله أعلم.

line-bottom