إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74154 مشاهدة
موقف المدرس من الطالب الذي استفزه وأثاره


س 51: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين إذا استفزه طالب أو أكثر في الفصل غضب وتأثر، ولجأ إلى أسلوب التهديد؛ إما بخصم درجات، أو بجعل الأسئلة في غاية الصعوبة، أو أمسك عن الشرح. فهل هذا أسلوب تربوي حكيم؟
فأجاب: ما هكذا يكون المدرس العاقل، وقد عرف المدرس أنه يقابل كل يوم عددًا من الطلاب الذين لم تنضج أفكارهم، ولم يكمل أدبهم، ولم يعرفوا حق المعلم ولا فضل المربي؛ فلا بد أن يلاحظ منهم سوء أدب ومخالفة لما يرشدهم إليه، وكثيرًا ما يحصل منهم العبث واللعب والصدود، ورفع الصوت وقلة الإصغاء ونحو ذلك، فلا بد أن يكون المعلم حليمًا ذا أناة وتؤدة وثبات في الأمر، ويستعمل الرفق في تعليمهم وتأديبهم؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه .
ويستعمل الإغلاظ في محله، فإن الواجب أن ينصح الطلاب ويعلمهم الآداب كما أن عليه التشديد والإغلاظ والتهديد حتى يخافوا، ولكن لا يحمله الغضب على الإضرار بهم بحسم شيء من الدرجات أو تصعيب الاختبار؛ فالغالب أنهم يتأثرون بالتهديد والتخويف، وأن الكثير ينتفعون بالحلم والتغاضي عن الهفوات، فيحصل بذلك المقصود من التأدب وحسن السيرة والسلوك، والله أعلم.