شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
كتاب الروض المربع الجزء الأول
123940 مشاهدة print word pdf
line-top
رفع اليدين مع تكبيرات العيد

يرفع يديه مع كل تكبيرة؛ لقول وائل بن حجر إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه مع التكبير. قال أحمد (فأرى أن يدخل فيه هذا كله) وعن عمر أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في الجنازة والعيد، وعن زيد كذلك رواهما الأثرم .


يرفع يديه مع كل تكبيرة؛ رفع اليدين إذا تأملناه رأيناه في كل تكبير ليس فيه انتقال زائد؛ فإنه يرفع يديه بالإجماع في تكبيرة الإحرام، وكذلك في تكبيرة الركوع وفي الرفع من الركوع، وأما في تكبيره للسجود انحطاطا أو رفعا فلا يرفع يديه، أما التكبيرات التي يكبرها وهو واقف كتكبيرات الجنائز, وتكبيرات العيد الزوائد فإنه يرفع يديه ؛ لفعل هؤلاء الصحابة، فالصحابة لا يفعلون ذلك إلا وقد نقلوه وقد رأوه من النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنهم أقرب منه، فالغالب أنهم يصلون صلاة العيد قريبين منه, وكذلك صلاة الجنائز؛ فلأجل ذلك ثبت عنهم هذا التكبير فأصبح من السنة، وكذلك هذا الرفع أصبح من السنة؛ يعني هم الذين نقلوا التكبيرات الزوائد، وهم الذين نقلوا الرفع- رفع اليدين- في كل تكبيرة. نعم.

line-bottom