جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
كتاب الروض المربع الجزء الأول
128412 مشاهدة print word pdf
line-top
عدد التكبيرات في كل ركعة

يكبر في الأولى بعد تكبيرة الإحرام والاستفتاح وقبل التعوذ والقراءة ستة زوائد، وفي الركعة الثانية قبل القراءة خمسة؛ لما روى أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كبر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة سبعا في الأولى وخمسا في الآخرة. إسناده حسن، قال أحمد: اختلف أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- في التكبير وكله جائز.


اختصت صلاة العيد بأنها تفتتح بالتكبير بعد تكبيرة الإحرام ؛ تكبيرات متواصلة متتابعة تسمى التكبيرات الزوائد، فيفتتح الركعة الأولى بسبع تكبيرات منها تكبيرة الإحرام، والركعة الثانية بست تكبيرات منها تكبيرة القيام، فإذا لم تُعد تكبيرة الإحرام أصبحت الزوائد في الأولى ستا، والزوائد في الثانية بعد تكبيرة النهوض والقيام خمسا, فتصبح إحدى عشرة، والذين عدوها اثنتي عشرة عدوا تكبيرة الإحرام فتمت اثنتي عشرة تكبيرة، هذه التكبيرات من خواص صلاة العيد؛ لا تُفعل في صلاة الْجُمَع ولا في صلاة التراويح ولا في صلاة الكسوف ولا في صلوات مكتوبات ولا غيرها، إنما تُفْعَل في صلاة العيدين.
والحكمة فيها: أن الله تعالى أمر بتكبيره بعد الانتهاء من العدة، فقال تعالى في الصيام: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ فأمر بتكبيره بعد إكمال العدة، فدخل في ذلك إظهار التكبير في الليلة -ليلة العيد- وفي صلاة العيد, وفي خطبة العيد؛ امتثالا لأمر الله في ذلك.
وكذلك في سورة الحج يقول الله تعالى: وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ هذا في ذبح الأضاحي ونحوها، وكذلك الهدايا, أي: في أيام الحج فأمر بتكبيره على ما هداكم، فاستُحِبَّ لأجل ذلك وتأكد أن يُكثر من التكبير.نعم.

line-bottom