من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
كتاب الروض المربع الجزء الأول
105044 مشاهدة
الصلاة على مأكول ببطن آكل، وعلى المستحيل بإحراق ونحوه

ولا يصلى على مأكول ببطن آكل ولا مستحيل بإحراق ونحوه ولا على بعض حي مدة حياته.


لو قُدِّر مثلا أن إنسانا ابتلعه مثلا دابة كبيرة كأسد أو فيل أو نحو ذلك، وتحققنا أنه في بطنه هل نصلي عليه وهو في بطن هذا الآكل؟ ما يصلى عليه، وذلك لأنه غير ثابت لأننا لا نتمكن من أن نواريه وندفنه, فلا يُصلى على المأكول ببطن آكل، بل يُقتصر على الدعاء له والترحم عليه.
أيش بعده؟
(ولا مستحيل بإحراق).

وبعض الأموات قد يحرق, أو ينحرق مثلا ويصبح رمادًا؛ يعني: يوجد بعض الحرائق يحترق فيها أناس, ولا يخرجون, ولا يتميزون، بل يصيرون رمادا, وتختلط عظامهم وجثثهم برماد تلك النار، وينسحقون, ولا يبقى منهم شيء، فهل نصلي على هذا الرماد؟ يمكن أنه رماد حطب؟ ويمكن أنه رماد عظام لميت؟ ما يُصلى عليه؛ وذلك لأنه استحال, بل يُقتصر على الدعاء له. نعم.
.. نعم إذا بقيت العظام واضحة صَلَّى عليها .. يميزون .. نعم، مثلا عند التكفين يُجمع عظام هذا مع عظام هذا؛ بعضها مع بعض وأجزاؤه وأشلاؤه وقطعه، والثاني كذلك, يُحرص على أن كلا منهم تجعل أجزاؤه متحدة.