لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
كتاب الروض المربع الجزء الأول
129873 مشاهدة print word pdf
line-top
ما يقال بين التكبيرات

ويقول بين كل تكبيرتين: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على محمد النبي الأمي وآله وسلم تسليما كثيرا لقول عقبة بن عامر سألت ابن مسعود عما يقوله بعد تكبيرات العيد قال: يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الأثرم وحرب واحتج به أحمد وإن أحب قال غير ذلك؛ لأن الغرض الذكر بعد التكبير.


بين كل تكبيرتين يسكت قليلا بالرغم أن الصلاة ليس فيها سكوت، فلا بد أنه يأتي بذكر لا بد أنه يأتي بشيء يتلفظ به؛ فمن الأنسب بأن يأتي بهذا الذكر أن يقول بعد قوله: الله أكبر. أن يقول: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
فإن هذا جامع بين أنواع الذكر؛ ففيه التكبير وفيه التسبيح وفيه التحميد، وفيه الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فجَمع أنواع الذكر المطلوبة، فأصبح هو أعلى أنواع المطلوب؛ هذا هو السبب في اختياره.
ولا شك أَنَّ جمعه لهذا ظاهر، فالتكبير معناه تعظيم الله، إذا قال: الله أكبر كبيرا؛ يعني أعتقد أن الله أكبر، وأنه هو الكبير، هو الكبير على خلقه، وعند ذلك يكون ما سواه صغيرا حقيرا،كذلك إذا قال: الحمد لله كثيرا، إذا قال ذلك؛ اعتقد أن الله تعالى هو المستحق للحمد، والمستحق للثناء وحده، كذلك إذا قال: سبحان الله بكرة وأصيلا. اعتقد أن التسبيح الذي هو التنزيه لله؛ أي أنزه الله تعالى وأذكره في أول النهار وهو بكرة وفي آخره وهو الأصيل؛ أي أعتقد أن الله المستحق للتنزيه، كذلك إذا صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل ربه أن يذكره في الملأ الأعلى، وأن يسلم عليه تسليما كثيرا؛ فعرف بذلك أنه جامع لهذه الأذكار وجامع للثناء على الله تعالى.
وإذا شاء أتى بغير ذلك؛ يعني أن بعض الأئمة قد لا يسكت سكوتا طويلا تتمكن فيه من هذا الذكر كله بل ساعة ما يكبر يسكت هنيهة ثم يكبر الثانية، فلك أن تقتصر على الباقيات الصالحات، فتقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، أو تقول غير ذلك من أنواع الثناء.

line-bottom