لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الأول
123793 مشاهدة print word pdf
line-top
الصلاة على النبي والدعاء للميت والتسليم

والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوة للميت والسلام.


هذه من واجبات الصلاة، وحَدُّ الصلاة على النبي أن يقول: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد والكاملة: الصلاة الإبراهيمية التي في آخر التشهد كما سبق، إذا أتى بقوله: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كفى ذلك مع أن في آله خلافًا.
كذلك من واجباتها دعوة للميت الحاضر. تقدم أن الدعاء المنقول ينقسم إلى قسمين: خاص وعام، فالدعاء العام قوله: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا إلى آخره وقوله: أن من أحييته منا فأحْيِه على الإسلام.. إلى آخره فهذا ما يكفي هنا؛ وذلك لأنه لا بد أن تخص ذلك الميت بدعوة، فالدعاء الخاص يبدأ من قوله: اللهم اغفر له وارحمه إلى آخره فإذا دعا له بالمغفرة قال: اللهم اغفر له حصل أو قال مثلا: اللهم ارحمه كفى دعوة للميت أو قال: اللهم أدخله الجنة أو اللهم أنجه من عذاب القبر أو اللهم أنجه من النار أو اللهم ارحمه أو اللهم ارفع درجاته اللهم أجزل مثوبته اللهم تجاوز عن سيئاته أو ما أشبه ذلك.
وقد تقدم بعض الأدعية المأثورة ويلحق بها غيرها، ويذهب بعض العلماء بأن المصلي مُخَيَّر، يختار هذا الدعاء المنقول أو يدعو بغيره؛ لأنه لو كان محددا لَعَلَّمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، فلما لم يُعَلِّمْه دل على أنه أمرهم أمرا مطلقا بأن يدعوا للميت بما يحضرهم. وأما السلام: تقدم أنه تسليمة واحدة هذا هو المشهور، ويجوز تسليمتان كما تقدم وذهب إليه بعض العلماء وبعض المتأخرين والكل واسع. نعم.

line-bottom