إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
كتاب الروض المربع الجزء الأول
145500 مشاهدة print word pdf
line-top
حرمة ندب الميت والنياحة عليه

ويحرم الندب أي تعداد محاسن الميت كقوله: وا سيداه وا انقطاع ظهراه، والنياحة وهي رفع الصوت.


الندب في الأصل هو النداء بـوا, وكانوا في الجاهلية إذا مات ميت أخذوا يندبونه بقوله؛ إما أن يذكروه باسمه: وا سعداه! وا إبراهيماه! مثلا، وإما أن يذكروه بقرابته: واولداه! وا أبواه! وإما أن يذكروه بفعله: وا مطعماه! واكاسياه، وإما أن يذكروا مصيبتهم: وا انقطاع ظهراه! واثُكلاه! هذا كله نَدْبٌ. أما النياحة فهي رفع الصوت بتعداد خصال الميت, بأن يقول: مثلا: مَن يكسونا؟! مَن يُطعمنا بعدك؟! مَنْ ينصرنا؟! مَن يؤوينا، ليس لنا موؤي! ليس لنا نصير! ليس كذا وكذا..! هذا بلا شك من الندب, ومن النياحة. نعم.

line-bottom