البكاء على الميت
ويجوز البكاء على الميت لقول أنس رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعيناه تدمعان وقال: إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم متفق عليه .
البكاء أمر يغلب الإنسان. في حديث أسامة لما رُفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن بنته ونفسه تتقعقع فاضت عيناه يعني دمعت وقال:
هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده, وإنما يرحم الله من عباده الرحماء . وفي حديث سعد , لما مرض سعد بن عبادة زاره النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مريض قد اشتد مرضه، بكى النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما رأى الصحابة بكاءه بكوا ثم قال:
ألا تسمعون! إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب, ولكن يعذب بهذا أو يرحم يعني لسانه.
هكذا أخبر أن دمع العين أمر يغلب كذلك حزن القلب، ولما مات ابنه إبراهيم بكى أيضا، وقال:
العين تدمع, والقلب يحزن, ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون فدلَّ على أن البكاء أمر غالب, فلا يُؤاخذ به، وفيه رحمة للميت, وإذا قويت نفسه، وتجلَّد ولم يغلبه البكاء فهو أفضل، ولكن إذا غلب فإن ذلك دليل على الرحمة. نعم.