تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الأول
145498 مشاهدة print word pdf
line-top
ما يقال في التعزية وحكم تعزية الكافر

فيقال لمصاب بمسلم: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك وبكافر: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك. وتحرم تعزية كافر وكره تكرارها، ويرد المعزَّى بـ استجاب الله دعاءك, ورحمنا وإياك وإذا جاءته التعزية في كتاب ردها عليه لفظا.


يقول: أحسن الله عزاءك, وجبر مصيبتك, وأخلف عليك ونحو ذلك، أما إذا كان كافرا فلا يقول: غفر لميتك. والمعزَّى يقول: استجاب الله دعاءك ورحمنا وإياك، أو قبل الله دعاءك, ورحمنا وإياك. التعزية إذا كانت في كتاب فالذي جاء بالكتاب يرد عليه لفظًا فيُقال: استجاب الله دعاءكم, ورحمنا وإياكم، ثم يرد عليه أيضا, يرد عليه بكتاب يشجعه على هذه التعزية، ويخبره بما حصل, ويشكره على هذا الاهتمام بهذه التعزية, ويسلم عليه.
أما الكافر: فتعزيته فيها شيء من التسلية له, والمسلم لا يرفع.. بتسليته ولا بتحسين حالته، فلا يجوز أن يُعَزَّى. أما تعزية المسلم بكافر- بقريب له كافر- فيقال: جبر الله مصيبتك, وأحسن الله جزاءك،ولا يقال غفر الله لميتك. أما التكرار كمن هو مثلا يعزي هذا اليوم ثم يأتي بعد يوم فيعزي, ثم في اليوم الثالث يُكره تكرار هذه؛ لما في ذلك شيء من تذكير أهل الميت وتجديد الحزن وما أشبهه. نعم.
.. أما الاجتماع في بيت الميت فيقصدون بذلك أنَّ مَن أتى وجدهم جميعا فعزَّاهم جميعا؛ بحيث لا يشق عليه تتبعهم؛ لأنهم لو كانوا متفرقين كلٌّ في بيته فشق عليه أن يتتبعهم, فلا بأس أن يجتمعوا في موضع مُعَيَّن، ثم إذا انتهت ثلاثة أيام فليتفرقوا. نعم.

line-bottom