إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الأول
128477 مشاهدة print word pdf
line-top
القراءة في صلاة العيد

ثم يقرأ جهرا؛ لقول ابن عمر كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجهر بالقراءة في العيدين والاستسقاء رواه الدارقطني في الأولى بعد الفاتحة بـسبح وبالغاشية بالثانية؛ لقول سمرة إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في العيدين بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى و هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ رواه أحمد .


صلاة الجمعة يجهر فيها بالقراءة، وكذلك صلاة العيد، فهما متساويتان ويستحب في صلاة الجمعة أن يقرأ بسورتي سبح و الغاشية وكذلك في صلاة العيد، وذلك لأن في هاتين السورتين ذكر الأمر بالتذكير؛ ففي سورة الأعلى قوله تعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى وفي سورة الغاشية: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ فلما اشتملتا على التذكير، وكانت الجمعة فيها تذكير وخطبة العيد أيضا فيها تذكير؛ شرع أن يسمعهم الآيات رجاء أن يتذكروا رجاء أن يستمعوا للذكر فينتفعوا به ويكونوا ممن ينتفع بالذكرى المذكورين في قوله: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى أي ينتفع به أهل الخشية.
ولعل لقراءتهما أيضا سرا آخر فقد اشتملتا؛ اشتملت السورة الأولى على حكم وآيات وتعظيمات لله -عز وجل- وصفات له، وكذلك اشتملت على الخير والشر: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى قيل: إن الصلاة هنا صلاة العيد ذكر اسم ربه يعني بالخطبة وصلى أو ذكر اسم ربه يعني تكبيرات في ليلة العيد وصلى؛ فالحاصل أن فيها إشارة إلى صلاة العيد، وكذلك في السورة الثانية فيها ذكر أهل الخير وأهل الشر، وفيها العبر بالآيات منصوبة، فيسن أن يقرأهما في هذه الصلوات التي يجتمع فيها الخلق؛ رجاء أن يحصل بها الانتفاع للسامعين نعم.
نكمل بعد الصلاة إن شاء الله، والله أعلم، وصلى الله على محمد

line-bottom