كتاب الروض المربع الجزء الأول
القراءة في صلاة العيد
ثم يقرأ جهرا؛ لقول ابن عمر اسم> رسم> كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجهر بالقراءة في العيدين والاستسقاء رسم> رواه الدارقطني حديث> في الأولى بعد الفاتحة بـسبح وبالغاشية بالثانية؛ لقول سمرة اسم> رسم> إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في العيدين بـ رسم> سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قرآن> رسم> و رسم> هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قرآن> رسم> متن_ح> رسم> رواه أحمد حديث>.
صلاة الجمعة يجهر فيها بالقراءة، وكذلك صلاة العيد، فهما متساويتان ويستحب في صلاة الجمعة أن يقرأ بسورتي سبح و الغاشية وكذلك في صلاة العيد، وذلك لأن في هاتين السورتين ذكر الأمر بالتذكير؛ ففي سورة الأعلى قوله تعالى: رسم> فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى قرآن> رسم> وفي سورة الغاشية: رسم> فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ قرآن> رسم> فلما اشتملتا على التذكير، وكانت الجمعة فيها تذكير وخطبة العيد أيضا فيها تذكير؛ شرع أن يسمعهم الآيات رجاء أن يتذكروا رجاء أن يستمعوا للذكر فينتفعوا به ويكونوا ممن ينتفع بالذكرى المذكورين في قوله: رسم> سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى قرآن> رسم> أي ينتفع به أهل الخشية.
ولعل لقراءتهما أيضا سرا آخر فقد اشتملتا؛ اشتملت السورة الأولى على حكم وآيات وتعظيمات لله -عز وجل- وصفات له، وكذلك اشتملت على الخير والشر: رسم> قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى قرآن> رسم> قيل: إن الصلاة هنا صلاة العيد ذكر اسم ربه يعني بالخطبة وصلى أو ذكر اسم ربه يعني تكبيرات في ليلة العيد وصلى؛ فالحاصل أن فيها إشارة إلى صلاة العيد، وكذلك في السورة الثانية فيها ذكر أهل الخير وأهل الشر، وفيها العبر بالآيات منصوبة، فيسن أن يقرأهما في هذه الصلوات التي يجتمع فيها الخلق؛ رجاء أن يحصل بها الانتفاع للسامعين نعم.
نكمل بعد الصلاة إن شاء الله، والله أعلم، وصلى الله على محمد اسم>
مسألة>