لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
كتاب الروض المربع الجزء الأول
105200 مشاهدة
الصلاة على مأكول ببطن آكل، وعلى المستحيل بإحراق ونحوه

ولا يصلى على مأكول ببطن آكل ولا مستحيل بإحراق ونحوه ولا على بعض حي مدة حياته.


لو قُدِّر مثلا أن إنسانا ابتلعه مثلا دابة كبيرة كأسد أو فيل أو نحو ذلك، وتحققنا أنه في بطنه هل نصلي عليه وهو في بطن هذا الآكل؟ ما يصلى عليه، وذلك لأنه غير ثابت لأننا لا نتمكن من أن نواريه وندفنه, فلا يُصلى على المأكول ببطن آكل، بل يُقتصر على الدعاء له والترحم عليه.
أيش بعده؟
(ولا مستحيل بإحراق).

وبعض الأموات قد يحرق, أو ينحرق مثلا ويصبح رمادًا؛ يعني: يوجد بعض الحرائق يحترق فيها أناس, ولا يخرجون, ولا يتميزون، بل يصيرون رمادا, وتختلط عظامهم وجثثهم برماد تلك النار، وينسحقون, ولا يبقى منهم شيء، فهل نصلي على هذا الرماد؟ يمكن أنه رماد حطب؟ ويمكن أنه رماد عظام لميت؟ ما يُصلى عليه؛ وذلك لأنه استحال, بل يُقتصر على الدعاء له. نعم.
.. نعم إذا بقيت العظام واضحة صَلَّى عليها .. يميزون .. نعم، مثلا عند التكفين يُجمع عظام هذا مع عظام هذا؛ بعضها مع بعض وأجزاؤه وأشلاؤه وقطعه، والثاني كذلك, يُحرص على أن كلا منهم تجعل أجزاؤه متحدة.