إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
كتاب الروض المربع الجزء الأول
101606 مشاهدة
تسجية القبر بثوب عند الدفن

ويسجى أي يغطى ندبا قبر امرأة وخنثى فقط, ويكره لرجل بلا عذر لقول علي -رضي الله تعالى عنه- وقد مر بقوم دفنوا ميتا وبسطوا على قبره الثوب- فجذبه وقال: إنما يصنع هذا بالنساء. رواه سعيد .


التسجية التغطية؛ ومعناه أن المرأة إذا أدخلت في القبر، فإن الذين يحملونها يضعونها على أيديهم وقد انكشف الغطاء الذي عليها, ما بقي عليها إلا الكفن، والحاضرون إذا نظروا إليها فقد يتبين لهم شيء من تفاصيل بدنها، قد يُرى مثلا ثدياها أو عظام صدرها, أو بعض منكبيها أو نحو ذلك؛ فلأجل ذلك يسجى القبر أي يغطى، فيوضع على فم القبر كساء مثلا رداء أو عباءة حتى لا يرى الحاضرون جسم المرأة، أما الرجل فلا يسجى لأنه ليس بعورة يعني تفاصيل بدنه يعني كمنكبيه مثلا وصدره وما أشبه ذلك. نعم.
.. إذا كان هناك عُذْر كحرارة الشمس مثلا أو التظليل على الذي يجهزونه فلا بأس.