إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
مكروهات الصلاة
ويكره: الالتفات في الصلاة رأس> لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> سئل عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: هو اختلاس يختلسة الشيطان من صلاة العبد متن_ح>
رسم> رواه البخاري
.
ويكره العبث، ووضع اليد على الخاصرة، وتشبيك أصابعه، وفرقعتها، وأن يجلس فيها مقعيا كإقعاء الكلب، وأن يستقبل ما يلهيه، أو يدخله فيها وقلبه مشتغل: بمدافعة الأخبثين، أو بحضرة طعام، لقوله -صلى الله عليه وسلم- رسم> لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان متن_ح>
رسم> متفق عليه حديث>
.
ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفترش الرجل ذراعيه في السجود.
ثانيا: ما يكره في الصلاة:
قوله: (ويكره: الالتفات في الصلاة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الالتفات في الصلاة ... إلخ): يكره الالتفات في الصلاة، ويكون مبطلا إذا انحرف عن القبلة انحرافا كليا، فإذا كان وجهه للقبلة وصدره ثم انحرف إلى جهة الجنوب بانحراف القدمين، فهذا قد ترك شرطا وتبطل صلاته ولو عاد، وأما لو لوى وجهه من هنا ومن هنا فهو مكروه، ولكنه لا يبطل الصلاة، فقد التفت الصحابة لما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مريضا، وأطل بوجهه من النافذة فالتفتوا ورأوه
![رواه البخاري رقم (1205) في العمل في الصلاة ومسلم رقم (419).](/site/books.png)
![رواه البخارى رقم (1201) في العمل في الصلاة، ومسلم السابق.](/site/books.png)
![رواه أبو داود رقم (916) عن سهل بن الحنظلية وسكت عنه. ورواه الحاكم (1 / 237) وصححه ووافقه الذهبي. [قاله الشيخ ابن جبرين].](/site/books.png)
ودليل كراهية الالتفات أنه -صلى الله عليه وسلم- رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![سبق تخريجه ص 175.](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه مسلم رقم (3008) في الزهد.](/site/books.png)
قوله: (ويكره العبث... إلخ):
ومن المكروهات: العبث اليسير في الصلاة حديث> رأس> ذكرنا أن الحركة الكثيرة تبطل الصلاة، أما العبث اليسير فلا يبطلها، ولكنه يكره، ومن ذلك: تحريك الأصابع، والعمامة، ووضع اليد على الخاصرة (رأس الورك)، فقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يصلي الرجل محتصرا
![أخرجه البخاري رقم (1219، 1220) في الجمعة، ومسلم رقم 545، في المساجد ومواضع الصلاة.](/site/books.png)
قوله: (وأن يجلس فيها مقعيا كإقعاء الكلب):
ومن مكروهات الصلاة كذلك : أن يجلس مقعيا كإقعاء الكلب رأس> وقد ذكر النووي للإقعاء تفسيرين:
الأول: أن ينصب قدميه، ويجلس على إليتيه، ويسمى مقعيا، أي: يجعل الإليتين على عقبيه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن إقعاء كإقعاء الكلب
![أخرجه أحمد في المسند رقم (3 / 233).](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه مسلم رقم (489) في الصلاة.](/site/books.png)
الثاني: قيل: إن إقعاء الكلب أن ينصب ساقيه ويجلس على إليتيه ويضع يديه على الأرض، وكلاهما منهي عنه في الصلاة.
قوله: (وأن يستقبل ما يلهيه):
ومن مكروهات الصلاة كذلك : استقبال ما يلهيه رأس> أي: ما يشغل باله فقد ثبت أنه صلى مرة، وقد رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه البخاري رقم (5959) في اللباس.](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه البخاري رقم (373) في الصلاة.](/site/books.png)
فإذا كان أمامك شيء فيه خطوط أو كتابات أو تماثيل، فإنك تزيلها حتى لا يكون هناك ما يشغل قلبك، أما إذا كانت معتادة ولا ينشغل بها فلعله يتسامح فيها، كالكتابات التي في المسجد النبوي ونحوه، فلا حيلة في إزالتها، وكثير من الناس ينشغل بالقراءة فيها أثناء الصلاة، والمصلي مأمور بأن ينظر إلى موضع سجوده.
قوله: (أو يدخله فيها وقلبه مشتغل: بمدافعة الأخبثين، أو بحضرة طعام):
ومن مكروهات الصلاة : أن يدخل في صلاته وهو شاغل قلبه بمدافعة أحد الأخبثين رأس> ؛ لأنه إذا كان يدافع البول أو الغائط لا يطمئن في صلاته، بل يكون في اضطراب وشدة، فعليه قبل أن يدخل الصلاة أن يتخلى، وأن يذهب ما يشوش عليه الخشوع، حتى يدخل الصلاة بطمأنينة.
كذلك إذا كان قلبه متعلقا بالطعام كالصائم شديد الجوع إذا كان في الطعام قلة، كما في العهد الأول، فإن ابن عمر اسم> كان يتعشى وهو يسمع قراءة الإمام؛ لأنه كان يصوم، والغالب أنه يصوم في شدة الحر والنهار طويل، وقد يصوم من غير سحور أو يكون السحور قليلا، ونفسه تتوق إلى ذلك الطعام، ولو صلى قبل أن جمل لكان قلبه منشغلا، أما في هذا الزمن فالناس لا يحسون بالجوع غالبا والأطعمة كثيرة وفيرة، فلا يكون القلب منشغلا بها.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله الدليل على ذلك فقال: لقوله -صلى الله عليه وسلم- رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![سبق تخريجه ص 178.](/site/books.png)
قوله: (ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفترش الرجل ذراعيه في السجود):
ومن مكروهات الصلاة : أن يفترش الرجل ذراعيه في السجود، وفي الحديث: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه أبو داود رقم (901) في الصلاة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سجد أحدكم فلا يفترش يديه افتراش الكلب وليضم فخذيه وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (640). ويغني عنه ما رواه الترمذي بسنده من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سجد أحدكم فليعتدل ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب الترمذي رقم (275) في الصلاة، وابن ماجه رقم (891) فيه، وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم (226)، وصحيح الجامع رقم (596).](/site/books.png)
مسألة>