تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
141316 مشاهدة
واجبات الصلاة

وباقي أفعالها: أركان فعلية، إلا: التشهد الأول، فإنه من واجبات الصلاة، والتكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وقول: سبحان ربي العظيم في الركوع، وسبحان ربي الأعلى مرة في السجود، ورب اغفر لي بين السجدتين مرة مرة، وما زاد فهو مسنون، وقول: سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد، وربنا لك الحمد للكل.
فهذه الواجبات تسقط بالسهو، ويجبرها سجوده السهو، وكذا بالجهل.
والأركان لا تسقط سهوا، ولا جهلا، ولا عمدا.


واجبات الصلاة
قوله: (إلا التشهد الأول؛ فإنه من واجبات الصلاة، كالتكبيرات... إلخ):
بعد أن بين رحمه الله أركان الصلاة، بدأ ببيان واجبات الصلاة فقال هي: التشهد الأول، والجلوس له، والتكبيرات غير تكبيرة الإحرام، التسبيح في الركوع، والتسبيح في السجود مرة مرة، وقول: رب اغفر لي بين السجدتين مرة مرة، وكذلك التسميع للإمام والمنفرد، وكذلك قول: ربنا ولك الحمد كل هذه واجبات.
قوله: (فهذه الواجبات تسقط بالسهو... إلخ):
هذه الواجبات التي ذكرناها تسقط بالسهو وبالجهل وتجبر بسجود السهو.
أما الأركان فلا يجبرها شيء، ولا تسقط سهوا ولا عمدا ولا جهلا، فإن تركها سهوا أتى بركعة، وإن تركها عمدا فيعتبر متلاعبا وتبطل صلاته، وعليه أن يعيدها.