الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
202391 مشاهدة print word pdf
line-top
السنن التي تفعل قبل صلاة العيدين وبعدها

وتعجيل الأضحى، وتأخير الفطر، والفطر- في الفطر خاصة قبل الصلاة- بتمرات وترا، وأن يتنظف ويتطيب لها، ويلبس أحسن ثيابه، ويذهب من طريق ويرجع من آخر.


قوله: (وتعجيل الأضحى، وتأخير الفطر):
ويسن التبكير بصلاة الأضحى حتى يبادروا إلى ذبح أضاحيهم، ويكون أول أكلهم منها، ويسن تأخير صلاة عيد الفطر، أي: الفرق بينهما نحو عشر دقائق أو قريبا منها.
قوله: (والفطر- في الفطر خاصة قبل الصلاة- بتمرات وترا):
ويسن أن يفطر قبل عيد الفطر فيأكل تمرات وترا، حتى يتحقق الفطر حسا ومعنى، هكذا ورد في السنة .
قوله: (وأن يتنظف ويتطيب لها، ويلبس أحسن ثيابه):
ويتنظف لصلاة العيد كما يتنظف للجمعة ويتطيب لها، ويلبس أحسن ثيابه .
قوله: (ويذهب من طريق ويرجع من آخر):
والسنة كذلك مخالفة الطريق فيذهب من طريق ويرجع من طريق آخر، هكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب للعيد خالف الطريق والحكمة من ذلك تكثير مواضع العبادة، فتشهد له هذه البقعة وهذه البقعه، وقيل: الحكمة غيظ المنافقين فإذا ذهب مؤمن من هنا ورجع من هنا اكتظ هؤلاء وهؤلاء، وقيل: الحكمة الرفق بالمساكين الذين هنا والذين هنا، فإذا مر بهم فإنه يتفقد أحوال هؤلاء وأحوال هؤلاء، والله أعلم بالحكمة.

line-bottom