إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
الاعتكاف
رسم> وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، واعتكف أزواجه من بعده متن_ح> رسم> متفق عليه حديث> .
الاعتكاف:
قوله: رسم> وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، واعتكف أزواجه من بعده متن_ح> رسم> .
الاعتكاف: هو لزوم المسجد لطاعة الله رأس> فيلزم مسجدا من المساجد ليتفرغ للعبادة وينقطع عن الدنيا وعن الانشغال بها ويقبل على الله تعالى.
ويعرفه بعضهم تعريفا حقيقيا، بقوله: الاعتكاف هو قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخالق، ومعنى قطع العلائق عن الخلائق، أي: الانقطاع عن مخالطة العوام وعن مجالستهم للاتصال بخدمة الخالق، أي: للتفرغ لخدمة الله تعالى، أي: عبادته وطاعته.
وقد ذكر الله الاعتكاف في قوله تعالى: رسم> أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ قرآن> رسم> [البقرة: 125] آية> وفي قوله تعالى: رسم> وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ قرآن> رسم> [البقرة: 187] آية> وكان أهل الجاهلية والمشركون يعكفون عند معبوداتهم، قال تعالى: رسم> وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قرآن> رسم> [الأعراف: 138] آية> وحكى عن قوم إبراهيم أنهم قالوا: رسم> نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قرآن> رسم> [الشعراء: 71] آية> فهذا العكوف إقامة طويلة عند تلك المعبودات، فشرع الله تعالى للأمة إقامة في المساجد للتفرغ للعبادة، وخص بالمساجد، فلا يجوز في غيرها؛ لأن ذلك يفوت الصلوات مع الجماعة، لأنه إذا اعتكف في بيت، فإما أن يخرج كل يوم خمس مرات، وكثرة الخروج تنافي الاعتكاف الذي هو طول المقام، وإما أن يترك الصلاة مع الجماعة، فيترك واجبا من واجبات الإسلام وهو صلاة الجماعة.
وقد لازم النبي -صلى الله عليه وسلم- الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان رأس> في كل عام .
إلا مرة واحدة لما اعتكف معه ثلاث من نسائه، وضربن لهن أقبية، فترك الاعتكاف تلك السنة، واعتكف عشرا من شوال من باب القضاء .
وذكروا أيضا أنه كان يعتكف العشر الأواسط قبل أن يأتيه الخبر أن ليلة القدر في العشر الأواخر، فاعتكافه كان التماسا لليلة القدر التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، رجاء أن يوافقها.
مسألة>