إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
ما يثبت به شهر رمضان
برؤية هلاله، أو إكمال شعبان ثلاثين يوما، قال -صلى الله عليه وسلم- رسم> إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأقدروا له متن_ح> رسم> متفق عليه حديث> وفي لفظ: رسم> فأقدروا له ثلاثين متن_ح> رسم> وفي لفظ: رسم> فأكملوا عدة شعبان ثلاثين متن_ح> رسم> رواه البخاري .
ويصام برؤية عدل لهلاله، ولا يقبل في بقية الشهور إلا عدلان.
قوله: (برؤية هلاله، أو إكمال شعبان... إلخ):
الصيام يجب بشيئين رأس>
الأول: رؤية الهلال.
الثاني: إكمال شعبان ثلاثين يوما.
لذلك قال -صلى الله عليه وسلم- رسم> إذا رأيتموه- يعني: هلال رمضان- فصوموا، وإذا رأيتموه- يعني: هلال شوال- فأفطروا، فإن غم عليكم- يعني: هلال رمضان. فأقدروا له متن_ح> رسم> . متفق عليه . حديث>
وقد اختلف العلماء في معنى قوله: فاقدروا له. فذهب الإمام أحمد في روايته المشهورة إلى أن المراد: ضيقوا عليه، أي: قدروه تسعة وعشرين يوما.
والصحيح أن المرادط ما ذكره في الرواية الأخرى: فأقدروا له ثلاثين، وفي رواية: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين.
* فعلى القول الأول : إن يوم الشك الذي هو اليوم الثلاثين من شعبان يصام، إذا حال دونه غيم أو قتر؛ لأنه من باب الاحتياط، فقد كان كثير من الصحابة يصومونه إذا لم يروا الهلال؛ لأجل غيم أو قتر ليلة الثلاثين، منهم؛ ابن عمر اسم> و عائشة اسم> وكانت تقول: لأن أصوم يوما من شعبان، أفضل من أن أفطر يوما من رمضان.
* وعلى القول الثاني : إن يوم الثلاثين من شعبان لا يصام إلا إذا رئي، ولو كان هناك غيم أو قتر، وهذا هو الراجح لقوله -صلى الله عليه وسلم- فأكملوا عدة شعبان ثلاثين.
قوله: (ويصام برؤية عدل لهلاله):
إذا رأى واحد عدل هلال رمضان رأس> قبل صومه، وذلك لأنه ليس له دوافع، فيقبل قوله إذا كان عدلا.
وفي حديث ابن عمر اسم> رسم> ترائى الناس الهلال، فأخبرت النبي-صلى الله عليه وسلمم أني رأيته، فأمر بصيامه متن_ح> رسم> . وفي حديث آخر: قدم أعرابي فقال: إني رأيت الهلال، فقال: رسم> أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ فقال: نعم. فأمر الناس بالصيام متن_ح> رسم> .
قوله: (ولا يقبل في بقية الشهور إلا عدلان):
يعني هلال شوال يكون به الإفطار فلا يقبل إلا عدلان، وكذلك هلال ذو الحجة، لأن فيه الحج، وكذلك هلال محرم إذا أراد أن يصوم التاسع والعاشر،
وقد تساهل كثير من الناس في رؤية الهلال، فظهر كذب كثير من الذين يدعون أنهم يرون هلال شوال برؤية منازله، حيث أخبر الله تعالى أن للقمر منازل في قوله: رسم> وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ قرآن> رسم> [يس: 39] آية> فإذا تحقق أن هذا الرائي كاذب فلا تقبل روايته بعد ذلك، ولا يكون عدلا، لأن من شروط الرائي أن يكون عدلا، والعدالة لها أوصاف كثيرة مذكورة في كتب الفقه.
مسألة>