تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
202809 مشاهدة print word pdf
line-top
صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة


وأما صفة غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجنابة فكان يغسل فرجة أولا، ثم يتوضأ وضوءا كاملا، ثم يحضر الماء على رأسه ثلاثا، يرويه بذلك، ثم يفيض الماء على سائر جسده، ثم يغسل رجليه بمحل آخر .


صفة غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجنابة:
قوله: (وأما صفة غسل النبي جمي! من الجنابة: فكان يغسل... الخ):
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يغسل فرجه أولا، ثم يتوضأ وضوءا كاملا كوضوئه للصلاة،
ثم يحثو على رأسه ثلاثا يرويه بذلك، أي يتروى شعره وبشرته، ثم يفيض الماء على سائر جسده، أي: يعم الجسد كله بالماء، ثم يغسل رجليه في محل آخر إذا كانتا في مستنقع الماء.
وذكر بعضهم أن الغسل الكامل يشتمل على عشرة أشياء:
الأول: النية، والثاني: التسمية، والثالث: غسل فرجه، والرابع: دلك يديه بعد غسل فرجه، والخامس: غسل ما لوثه إذا كان على فخذيه شيء من المني أو نحوه، والسادس: الوضوء وضوءا كاملا، والسابع: تروية شعر الرأس، والثامن: تعميم الجسد، والتاسع: التيامن. أي: البدء بالشق الأيمن، والعاشر: غسل القدمين في مكان آخر.

line-bottom