إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
143025 مشاهدة
شروط الصيام


ويجب صيام رمضان على كل: مسلم، بالغ، عاقل، قادر على الصوم.


شروط الصيام
قوله: (ويجب صيام رمضان):
أي: إن صيام رمضان واجب على كل من توفرت فيه هذه الشروط، وهي:
الشرط الأول: الإسلام:
قوله: (على كل مسلم):
والوجوب يختص بالمسلم فلا يجب على كافر.
الشرط الثاني: البلوغ:
قوله: (بالغ):
فلا يجب على الصغير غير دون البلوغ؛ لأن فيه مشقة، ولكن يدرب عليه، وبالأخص إذا قرب من البلوغ.
الشرط الثالث: العقل:
قوله: (عاقل):
فلا يجب على المجنون، لكونه ليس له عقل يحجزه عن المفطرات.
الشرط الرابع: القدرة:
قوله: (قادر على الصوم):
أي: إن الغير قادر كالمريض ونحوه من المعذورين لا يجب عليهم الصيام، وإن يجب عليهم القضاء أو الفدية.