إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
اشتمال الخطبة على الحمد والثناء
ويقول: رسم> أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة متن_ح> رسم> رواه مسلم .
وفي لفظ له: كانت خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة: يحمد الله ويثني عليه، ثم يقول على إثر ذلك، وقد علا صوته .
وفي رواية له: رسم> من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له متن_ح> رسم> .
وقال: رسم> إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه متن_ح> رسم> رواه مسلم .
كذلك أيضا مما ينبغي أن تشتمل عليه الخطبة رأس> الثانية أو الخطبة الأولى قوله:
رسم> أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة متن_ح> رسم> وهذا يفهم منه بأن يأتي بهذه الجملة كل جمعة؛ لما فيها من المعاني الجليلة، ففيها تذكير بكتاب الله تعالى، وتذكير بهدي وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحث على التمسك بها، ونهي عن المحدثات والبدع، وأنها شر الأمور.
وأخبر أن النبي يك!ميه كان يحمد الله في خطبته ويثني عليه، وهذا هو المعتاد، فلم يكن يبدأ خطبته إلا بالحمد، ولا يبدأها بغير الحمد، فكان يحمد الله ويثني عليه ثبم يقول على إثر ذلك، وقد علا صوته... إلى آخره.
وأمط رواية: رسم> من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له متن_ح> رسم> فهذه وردت في خطبة الحاجة في حديث ابن مسعود المشهور: رسم> إذا كان لأحدكم حاجة فليقل: إن الحمد الله.... رسم> إلى آخره .
أما حديث: رسم> إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه متن_ح> رسم> فهذا يستدل به على أنه كان يطيل الصلاة، ويقصر الخطبة.
ولكن ما المراد بالتقصير؟ وما المراد بالإطالة؟
يقول العلماء: إن الطول والقصر أمر نسبي، ويقولون: إن خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- طويلة، ولأجل طولها قسمها إلى قسمين يجلس بينهما، فهو يطيل الخطبة فإذا تعب وسئم جلس واستراح هنيهة ثم ابتدأ في الخطبة الثانية، فالقسم والجلوس دليل على الإطالة. إذن الطول والقصر أمر نسبي.
فإذا رأينا -مثلا- من تكون خطبتاه ساعتين، قلنا: هذا يطيل، وإذا رأينا من تكون خطبتاه نصف ساعة، قلنا: هذا يقصر، فالإطالة هي الطول الممل الذي يمل فيه المصلون والمستمعون، والعادة أن المستمعين إذا طالت الخطبة يستثقلوها، فإن نصف ساعة أو ثلثي ساعة تعتبر قصيرة، وأن ساعة أو ساعة ونصفا أو ساعتين تعتبر طويلة.
مسألة>